أعلام الحديث في شرح معاني كتاب الجامع الصحيح

حديث: مثل المدهن في حدود الله والواقع فيها مثل قوم استهموا

          587/ 2686- قال أبو عبد الله: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قال: حدَّثنا أَبِي، قال: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قَالَ: حدَّثني الشَّعْبِيُّ:
          أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: قالَ النَّبِيُّ (1) صلعم : «مَثَلُ (2) الْمُدْهِنِ فِي حُقُوقِ اللهِ وَالْوَاقِعِ (3) فِيهَا، مَثَلُ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا سَفِينَةً (4)، فَصَارَ بَعْضُهُمْ فِي أَسْفَلِهَا، وَبَعْضُهُمْ (5) فِي أَعْلَاهَا، فَكَانَ الَّذِي فِي أَسْفَلِهَا يَمُرُّونَ بِالْمَاءِ (6) علىَ الَّذِي فِي أَعْلَاهَا، (7) فَتَأَذَّوْا بِهِ، فَأَخَذَ فَاساً، / فَجَعَلَ يَنْقُرُ أَسْفَلَ السَّفِينَةِ، فقالُوا: ما لَكَ؟! قَالَ (8) : تَأَذَّيْتُمْ بِي (9)، وَلَا بُدَّ لِي مِنَ الْمَاءِ. فَإِنْ أَخَذُوا علىَ يَدَيْهِ أَنْجَوْهُ وَنَجَّوْا (10) أَنْفُسَهُمْ، وَإِنْ تَرَكُوهُ أَهْلَكُوهُ وَأَهْلَكُوا أَنْفُسَهُمْ».
          (الادِّهَانُ): المُصَانَعَةُ والمُحَابَاةُ في غير حَقٍّ، ومنه قوله جلَّ وعزَّ: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} [القلم:9]
          و (الاسْتِهامُ): الاقْتراعُ.
          وفيه إثباتُ القُرْعَةِ في سُكْنىَ السَّفينة، وفيما أشْبَهَهَا من التي يَنْزِلُها أبناءُ السَّبيلِ، إذا تَنَازَعْوا وتَشَاحُّوا أُقْرِعَ بينهم، وذلك إذا كان نُزُولُـهم معاً، فأَمَّا إذا سَبَقَ بعضُهم، فَنَزَلَ مَنْزِلاً فإنَّه أَحَقُّ به، وليس لِلَّاحِقِ (11) أَنْ يُزْعِجَ السَّابقَ عن مكانه.


[1] في (ف): (رسول الله).
[2] (مثل) سقطت من (أ).
[3] في (م): (والمواقع).
[4] في (م): (في سفينة).
[5] في الفروع: (وصار بعضهم).
[6] (بالماء) سقطت من (ف).
[7] قوله: (فكان الذي.... أعلاها) سقط من الأصل و(م)، والمثبت من (ط).
[8] (قال) سقطت من (ط).
[9] (بي) سقطت من (م).
[10] في (ف) و(م): (وأنجوا).
[11] في (أ) و(م): (للآخر).