الصحيح من الأخبار المجتمع على صحته

حديث: عليا قال كانت شارف من نصيبي من المغنم

          1270- قال ☺: / قال الشيخ أبو بكرٍ ☼: أخبرنا أبو العبَّاسِ الدَّغُوْلي، قالَ: حدَّثنا أبو عبد الله محمَّد بن الليث المروزيُّ، قالَ: حدَّثنا عبد الله بن عثمان، قالَ: أخبرنا عبد الله بن المبارك قالَ: أخبرنا يونس(1)، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قال(2): أَخْبَرَني عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ، أَنَّ الحُسَيْنَ بنَ عَلِيٍّ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَلِيًّا ☺ قَالَ: كَانَتْ(3) شَارِفٌ(4) مِنْ نَصِيبِي مِنَ المغَنَمِ(5) يَوْمَ بَدْرٍ، وَكَانَ رسولُ اللهِ صلعم أَعْطَانِي شارفًا مِنَ الخُمُسِ يَوْمَئِذٍ، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ(6) أَبْتَنِيَ بِفَاطِمَةَ بِنْتِ رسولِ اللهِ صلعم، وَاعَدْتُ رَجُلًا صَوَّاغًا مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ أَنْ يَرْتَحِلَ مَعِي، فَنَأتِيَ(7) بِإِذْخِرٍ، أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَهُ الصَّوَّاغِينَ(8)، فَنَسْتَعِينَ بِهِ فِي وَلِيمَةِ عُرْسِي. فَبَيْنَا أَنَا(9) أَجْمَعُ لِشَارِفَيَّ متاعًا مِنَ الأَقْتَابِ وَالغَرَائِرِ وَالحِبَالِ، وَشَارِفَايَ مُنَاخَتانِ(10) إِلَى جَنْبِ حُجْرَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، ورَجَعتُ حين جَمَعْتُ مَا جَمَعْتُ، فَإِذَا شَارِفَاي قَدْ [أُجِبَّتْ] (11) أَسْنِمَتُهَما، وَبُقِرَتْ خَوَاصِرُهُمَا، وَأُخِذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا. فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنَيَّ حِينَ رَأَيْتُ ذلكَ المَنْظَرَ مِنْهما، فقُلْتُ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ قَالُوا: فَعَلَهُ حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَهُوَ فِي هَذَا(12) البَيْتِ، فِي شَرْبٍ(13) مِنَ الأَنْصَارِ، غَنَتْهُ(14) قَيْنَةٌ وَأَصْحَابَهُ، فَقَالَتْ فِي غِنَائِهَا: أَلاَ يَا حَمْزُ لِلشُّرُفِ(15) النِّوَاءِ، وَهُنَّ مُعقلاتٍ بِالفَنَاءِ(16). فَقَامَ حَمْزَةُ إِلَى السَّيْفِ، فَأَجَبَّ(17) أَسْنِمَتَهُمَا وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا، وَأَخَذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا. قَالَ(18) عَلِيٌّ ☺: فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى رسولِ الله(19) صلعم، وَعِنْدَهُ زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ ☺، فعَرَفَ رسولُ اللهِ صلعم / في وجْهي الَّذِي لَقِيتُ، فَقَال(20): «مَا لَكَ؟» فقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا رَأَيْتُ كَاليَوْم(21)، عَدَا حَمْزَةُ عَلَى نَاقَتَيَّ، فَأَجَبَّ(22) أَسْنِمَتَهُمَا، وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا، وَهَا هُوَ ذَا فِي بَيْتٍ مَعَ شَرْبٍ. فَدَعَا رسولُ اللهِ صلعم بِرِدَائِهِ فَارْتَدَى، ثُمَّ انْطَلَقَ يَمْشِي، وَاتَّبَعْتُهُ أَنَا(23) وَزَيْدُ بنُ حَارِثَةَ(24)، حَتَّى جَاءَ البَيْتَ الَّذِي فِيهِ حَمْزَةُ(25)، فَأذِنَوا لَهُم، فإذا هُمْ شَرْبٌ، فَطَفِقَ رسولُ اللهِ صلعم يَلُومُ حَمْزَةَ فِيمَا فَعَلَ، وإِذَا حَمْزَةُ ثَمِلٌ(26)، مُحْمَرَّةٌ عَيْنَاهُ، فَنَظَرَ حَمْزَةُ إِلَى رَسولِ اللهِ صلعم، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى رُكْبَتَيهِ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ [إلى] (27) سرَّتِه ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ له(28) حَمْزَةُ: وَهَلْ أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لِأَبِي؟ فَعَرَفَ رسولُ اللهِ صلعم أَنَّهُ ثَمِلٌ، فَنَكَصَ رَسُولُ اللهِ صلعم عَلَى عَقِبَيْهِ(29) القَهْقَرَى(30)، فَخَرَجَ وَخَرَجْنَا مَعَهُ. [خ¦2089]


[1] من أول السند إلى هنا ليس في (ح) و(د).
[2] قوله: «قال» ليس في (ح) و(د).
[3] زاد في (ح) و(د): «لي».
[4] جاء في هامش (ح): «الشارف: القطعة من الأباعر وقيل البعير الواحد المسن».
[5] في الأصل: «الغنم».
[6] قوله: «أن» ليس في (د).
[7] في (ح): «فيأتي».
[8] في (د): «للصواغين».
[9] قوله: «أنا» ليس في (د).
[10] في (د): «مناخان».
[11] في الأصل سقطت هذه الكلمة، وجاءت في الحاشية: «أجبَّتْ: أي قطعت» وفي (ح) و(د): «اجتبَّت».
[12] قوله: «هذا» ليس في (ح) و(د).
[13] في هامش الأصل«الشرب: جماعة من الشاربين».
[14] في (د): «عشاء».
[15] صورتها في الأصل: «ألا يا حمزة ذا الشرف».
[16] قوله: «وهن معقلات بالفناء» ليس في (ح) و(د).
[17] في (ح) و(د): «فاجتب»، و جاء في هامش (ح): «اجتب: اقتطع، وبقر: شقَّ».
[18] في (ح) و(د): «فقال».
[19] في (ح) و(د): «النبي».
[20] زاد في (ح) و(د): «رسول الله».
[21] زاد في (ح) و(د): «قط».
[22] في (ح)و(د): «غدا حمزة على ناقتيَّ فاجتبَّ».
[23] صورتها في الأصل: «إنه».
[24] في (ح) و(د) زيادة: «الليثي».
[25] زاد في (ح) و(د): «فاستأذن».
[26] جاء في هامش (ح): «الثمل: السكران».
[27] زيادة من (ح) و(د).
[28] قوله: «له» ليس في (ح) و(د).
[29] في (د): «عقبه».
[30] جاء في هامش (ح): «القهقرى إلى وراءه».