الأجوبة المستوعبة عن المسائل المستغربة

حديث: لا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها بغائطٍ ولا بول

          الحديث السَّابع(1) : عَن النَّبِيِّ صلعم: «لَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ وَلَا تَسْتَدْبِرُوهَا بِغَائِطٍ ولَا بَوْلٍ وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا». [خ¦394] /
          وقلتَ: ما معنى: «شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا»؟
          فالجواب إِنَّ هذا القول منه صلعم كان بموضع تكون(2) القبلة منه في ناحية الجنوب، فمَن قبلته في ناحية الجنوب قيل له: شرِّق أو غرِّب، وكذلك من كانت القبلة منه في ناحية الشمال أيضًا، لئلَّا يستقبل القبلة ولا يستدبرها، ومحال أن يُقال لمن كانت القبلة منه إلى مطلع الشَّمس أو مغربها: لا تستقبل القبلة، ولكن شرِّق أو غرِّب؛ لأنَّ هذا كان يقتضي الأمر بالشيء والنهي عنه في حالة واحدة، وهذا محال، والكلام في هذا ليس يكاد يحتاج إليه، وهذا الحديث من حديث «الموطَّأ» وقد ذكرناه في كتابنا، وذكرنا ما للعلماء فيه من المعاني والفقه، والله المعين لا شريك له.


[1] هكذا في المخطوط، وأهمل عدَّ قصة الإسراء، وسيأتي استدراكه في الكلام على الحديث الثاني عشر.
[2] في الأصل: (يكون).