الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب: أعن أخاك ظالما أو مظلوما

          ░4▒ (باب: أَعِنْ أخَاكَ ظَالِمًا أوْ مَظْلُومًا)
          قال الحافظ: ترجم بلفظ الإعانة، وأورد الحديث بلفظ النَّصر، فأشار إلى ما ورد في بعض طرقه، ففي حديث جابر مرفوعًا: ((أَعِنْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا)) الحديث(1) أخرجه ابن عديٍّ وأبو نُعيم في «المستخرج».
          قالَ ابن بطَّالٍ: النَّصر عند العرب: الإعانة، وتفسيره لنصر الظَّالم بمنعه مِنْ الظُّلم؛ مِنْ تسمية الشَّيء بما يَؤُول إليه، وهو مِنْ وجيز البلاغة، وقالَ البَيْهَقيُّ: معناه أنَّ الظالم مظلوم في نفسه، فيدخل فيه ردع المرء عن ظلمه لنفسه حسًّا ومعنًى (2).
          ثم قال الحافظ: [قيل]: إنَّ أوَّل مَنْ قال: انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا جُنْدُب بن العَنْبر، وأراد بذلك ظاهرَه، وهو ما اعتادوه مِنْ حَمِيَّة الجاهليَّة لا على ما فسَّره النَّبيُّ صلعم. انتهى مِنَ «الفتح».
          قلت: وعلى هذا يمكن أن يقال: إنَّ غرض التَّرجمة الإشارة إلى تفسير هذه المقولة المعروفة في الجاهليَّة بما فسَّره صلعم والرَّدُّ على ما عليه أهل الجاهليَّة.


[1] قوله: ((الحديث)) ليس في (المطبوع).
[2] فتح الباري:5/98