تثقيف وعي الألباب بتلقيف مناسبة الآية وأحاديث بدء الوحي للباب

الخاتمة

          فظهر بحمد الله تعالى مناسبةُ(1) الأحاديث كلِّها لبدء الوحي، ممَّا اقتَنَصْتُهُ مِن شوارد الموارد الفتحيَّة، وإمداد الله تعالى فيما أبرزتُه في بعضها؛ إعطاءً لِما يليقُ بهذا الإمام، ومُصنَّفِه الَّذي لم يَزَلْ بِكْرًا في مواضعَ كلَّت عنها الأحلام، ووكَّلتُ علمَ الأمر فيها إلى المَلِكِ العلَّام، يُفيضُ به إذا شاء على مَن شاء، لا مانعَ لِما أعطى ولا مُعطيَ لِما مَنَع.
          هذا وأسألُ الله تعالى خُلوصَ النِّيَّة، وأتوسَّلُ إليه بأكرمِ(2) الرُّسل وخيرِ البَريَّة؛ أن يُذيقَني مِن رحيق الإخلاص، ما يَقينِي مِن شوائب التَّمدُّح به على ذَوي الاختِصاص، / وما أُبرِّئ نفسي الأمَّارة، فأسألُ الله الكريمَ(3) أن يجعلَ قَبولَه لديهم على الإخلاصِ(4) فيه أَمَارة، وقد تحقَّقوا مِرارًا مواضعَ اقتطافِ(5) الأنوار مِن يانِعِ أكمامِ «فتحِ الباري»، واقتباس(6) الأنوار مِن مواقِع نجومِه الدَّراري، وإلَّا فأنَّى لي هذه اللآلي؟! فهي لهُ لا لي، وتثقَّفتُ بما تلقَّفتُ منه على إبرازِ ما اكتَنَز ممَّا لم أجِد إليه سبيلًا مِن شرحه، بِمَنِّ الله تعالى وتسديدِه وفتحِه، والله المستعان، ولا حول ولا قوَّة إلَّا بِهِ وعليه التُّكلان، والحمدُ لله أوَّلًا وآخِرًا، وباطِنًا وظاهرًا.
          وكان إتمامُ ذلك على أبْهَجِ أنْهَجِ المسالِك، صَبيح يومِ الاثنين سابِعَ عَشَر ذي القَعْدَةِ الحَرام، سنة ░1115هـ ▒، وصلَّى الله وسلَّم على مُبدِئ الفيوض الإلهيَّة، ومُبدي بجوامع كلمه ما يعجِزُ عنه قُوى البشريَّة(7)، إلحاقًا منه تعالى لكلامِ نبيِّه(8) بالكتابِ المُعجِز، في نظم نصِّه وظاهره، ومُجمَلِه ومفسَّرِه، ومُتشابِهه(9) ومُحكَمِه، المنجَز، بفيض فضله تعالى الغزير النَّعماء، الجزيلَ الآلاء، وعلى آلِه الميامِين، وأصحابِه نُجومِ الاهتداءِ [آمِين، وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد وآله وصحبه وسلَّم آمينَ آمين](10).


[1] في (ب): (مناسبات).
[2] في (أ): (بإكرام).
[3] (الكريم): ليس في (ب).
[4] في (ب): (إخلاصي).
[5] في (ب): (اقتطافي).
[6] في (ب): (واقتباسي).
[7] في (ب): (البرية)، وكذا كانت في (أ).
[8] في (ب): (تعالى لكلمه).
[9] (ومتشابهه): ليس في (ب).
[10] ما بين معقوفين ليس في (ب).