تحفة الأخباري بترجمة البخاري

تتمة المكانة العلمية

          قال خلف بن محمد: حدَّثنا إسحاق بن أحمد بن خلف: سمعتُ أبا عيسى محمَّد بن عيسى التِّرمذيُّ يقول: كان محمَّد بن إسماعيل عند عبد الله بن مُنير، فلما قام من عنده قال: يا أبا عبد الله جعلك الله زين هذه الأمة.
          قال أبو عيسى: فاستجيبت له فيه، جعله الله زينًا للأمة، وقدوة للأئمة، أخذ الحفاظ عنه وسمعوا منه.
          روى عنه مسلم بن الحجَّاج خارج صحيحه، والترمذي في جامعه / والنَّسائي _في رواية ابن السُّنِّيِّ وحده عنه _ حيث قال في سننه: حدَّثنا محمَّد بن إسماعيل البخاري وساق بسنده عن الزهري، عن عروة، عن عائشة ♦ [قالت]: ما لعَن رسولُ الله صلعم مَن لعنةٍ، الحديث.
          ورواه حمزة الكناني وابن حيويه النيسابوري وغيرهما عن النسائي قال: حدَّثنا محمَّد بن إسماعيل فقط.
          ووقع من طريق الصُّوريِّ عن ابن النَّحاس عن حمزة الكناني عن النسائي: حدَّثنا محمَّد بن إسماعيل _وهو أبو بكر الطبراني_...
          ويحتمل أن يكون محمَّد بن إسماعيل هو ابن عُلَيَّة؛ فإنَّه يروي عنه كثيرًا، وقد روى النسائي في كتابه ((الكنى)) عن عبد الله بن أحمد بن عبد السلام الخفَّاف عن البخاري، فقيل: هذه قرينة في أنَّه لم يلق البخاري، والله أعلم.
          وممَّن روى عنه إبراهيم بن إسحاق الحربي، وصالح بن محمَّد جزَرَة، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، ومحمد بن عبد الله الحضرمي مُطَيَّنٌ، وأبو بكر محمَّد بن إسحاق بن خزيمة، ويحيى بن محمَّد بن صاعد، ومحمد بن نصر / المروزي، وخلق لا يحصون.
          قال الحافظ أبو بكر محمَّد بن أبي عتَّاب الأعين البغداديُّ فيما خرَّجه الحافظ أبو بكر الخطيب في ((تاريخه)) من طريق أبي العباس الفضل بن إسحاق بن الفضل البزَّاز: حدَّثنا أحمد بن المهنا(1) العابد: حدَّثنا أبو بكر الأعين قال: كتبنا عن محمَّد بن إسماعيل على باب محمَّد بن يوسف الفريابي وما في وجهه شعرة. قلت: فقلت: ابن كم كنت ؟ قال: ابن سبع(2) عشرة سنة.


[1] كذا في الأصلين.
[2] في (أ): سبعة.