التلويح شرح الجامع الصحيح

حديث: رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع

          2076- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ: حدَّثنا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ الله صلعم قَالَ: «رَحِمَ الله رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى» [خ¦2076].
          وعند الترمذي من حديث زيد بن عطاء، عن ابن المنكدر، عنه: «غفر الله لرجل كان قبلكم، كان سهلًا إذا باع، وسهلًا إذا اشترى، وسهلًا إذا اقتضى»، وقال: حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه.
          قال الداودي: يحتمل قوله: (رَجُلًا) أنه يريد الخبر أو الدعاء، قال: والظاهر أنه للدعاء. انتهى.
          حديث الترمذي يدل على الخبر.
          قال ابن التين: في قوله: (إِذَا اقْتَضَى) جاء في رواية: «وإذا قضى» وفي أخرى _يعني ما رواه يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن نافع، عن ابن عمر وعائشة يرفعانه_: «خُذْ حقَّك في عفافٍ وافيًا أو غيرَ وافٍ».
          وقال ابن بطال: فيه الحض على السماحة، واستعمال معالي الأخلاق، وترك المشاحَّة، وذلك سبب إلى وجود البركة؛ لأنَّ سيدنا رسول الله صلعم لا يحضُّ أمته إلا على ما فيه النفع لهم في الدنيا والآخرة.
          وقوله: (إِذَا اقْتَضَى) فيه حض على ترك التضييق على الإنسان عند طلب حقه وأخذ العفو منه.
          ثم ذكر البخاري بعد هذا: