التلويح شرح الجامع الصحيح

حديث: أن رسول الله كان إذا رأى المطر

          1032- حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم كَانَ إِذَا رَأَى المَطَرَ قَالَ: صَيِّبًا نَافِعًا».
          تَابَعَهُ القَاسِمُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ [خ¦1032].
          هذه المتابعة ذكرها الدَّارَقُطْني في «الغرائب» عن المحاملي حَدَّثَنا حفص بن عمرو: أخْبَرَنَا يحيى عن عبيد الله، ولفظه: «صَيِّبًا هَنِيًّا» [خ¦1032].
          وقوله: (وَرَوَاهُ الأَوْزَاعِيُّ، وَعُقَيْلٌ، عَنْ نَافِعٍ) رواه البيهقي عن أبي الحسن العلوي: أخْبَرَنَا [أبو] الفضل بن الحسين أَخْبَرَنَا أبو حاتمٍ الرازي: حَدَّثَنا دُحَيم: حَدَّثَنا الوليد بن مسلم: حَدَّثَنا الأوزاعي: حدَّثني نافعٌ فذكره بلفظ: «اللهُمَّ اجْعَلْهُ صَيِّبًا هَنِيًّا» ثم قال: قد ذكر الوليد سماع الأوزاعي من نافع، وكان يحيى بن معين يزعم أن الأوزاعي لم يسمع من نافعٍ مولى ابن عمر، قال ويشهد لقوله ما أَخْبَرَنَا أبو عبد الله / الحافظ: حدَّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب: حدَّثنا العباس بن الوليد بن مَزْيَد: [أخبرني أبي]: حدَّثنا الأوزاعي: حدَّثنا رجل عن نافع أن القاسم بن محمد أخبره... فذكر هذا الحديث.
          وعند الدارقطني: قال البابِلْتي: عن الأوزاعي عن محمد بن الوليد الزُّبَيدي عن نافع.
          وقال عُقبة بن عَلقمة: عن الأوزاعي عن الزهري عن نافع قال، وهذا غير محفوظ.
          قال: ورواه عبد الرزاق عن عبيد الله عن القاسم عن محمد عن عائشة.
          وقيل أيضًا: عن ابن المبارك عن عُبيد الله عن القاسم عن عائشة، ولا يصح.
          والصحيح الأول.
          وعند أبي داود: كان النبيُّ صلعم إذا رأى ناشِئًا في أُفُقِ السَّماءِ تَركَ العملَ وإن كان في صلاةٍ، ثم يقول: «اللَّهُمَّ إني أعوذُ بك مِن شرِّها»، فإن مُطِرَ قال: «اللَّهُم صَيِّبًا هَنيئًا».
          وعند النسائي: كان إذا مُطِرُوا قال: «اللهم اجعله سَيْبًا نافعًا».
          وعند ابن ماجه: إذا رأى سحابًا مقبلًا من أفقٍ من الآفاق، ترك ما هو فيه وإن كان في صلاته حتى يَستقبله، فيقول: «اللهمَّ إنا نعوذ بك من شَرِّ ما أُرْسِل به»، فإن أَمْطَرَ قال: «اللهم سَيْبًا نافعًا» مرتين أو ثلاثًا، وإن كشفه الله تعالى ولم يُمْطِروا حَمِد اللهَ تعالى على ذلك.
          وقد جاء في حديث أنس الذي بعدُ وهو من أفراد البخاري: «كانت الرِّيح الشَّديدةُ إذا هَبَّت عُرِف ذلك في وجهه صلعم» [خ¦1034].
          وفي الاستسقاء لابن عساكر من طريقٍ ضعيفةٍ عن المطلب بن حنطب: أن النبي صلعم كان [يقول] عند المطر: «اللهم سُقْيا رحمةٍ، ولا سُقْيا عذابٍ ولا بلاء ولا هدم ولا غرق، اللهم على الظِّراب ومَنابِتِ الشجر، اللهم حَوَالَيْنا ولا علينا».
          قال ابن قُرْقُول: ضبَطَه الأَصِيلي: «صَيْبًا» بالتخفيف، وفي رواية النسفي: «صاب وأصاب»، وفي حاشية الأَصِيلي: أظن الواو تَصَحَّفَتْ من الألف.
          وقال ابن التين: «صَيْبًا» مُخَفَّف في رواية أبي الحسن، وفي رواية أبي ذرٍّ: مشدد على وزن فَيْعل.
          وقال الخطابي: السَّيْب العطاء، والسَّيْب: مَجْرى الماء، والجمع سُيُوب، وقد ساب يَسُوب إذا جرى.