تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: أنه سمع النبي يقرأ في الفجر {والليل}

          3119- ({وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} [التكوير:17]) يُقالُ: عَسْعَسَ الليلُ إذا أقبلَ، وعَسْعَسَ إذا أَدْبَرَ بظُلْمَتِهِ وهو من الأضَّدَادِ، قالَ الهرويُّ: المعنيانِ يَرْجِعَانِ إلى شيءٍ واحدٍ وهو ابتداءُ الظلامِ في أوَّله وإدبارُ الظلامِ في آخرِه.
          (الخُنَّسُ) التي تَخْنُسُ في مجراها، أي ترجعُ، قالهُ الفرَّاءُ، وهو جمعُ خَانِسٍ وخَانِسَةٍ، ويُقالُ: خَنَسْتُهُ فَانْخَنَسَ، أي أَخَّرْتُهُ فتأخَّرَ وأخنستُهُ أيضاً، ومنهُ قولُهُ: وخَنَسَ إِبْهَامَهُ، أي قبضَهَا وانخنسَ الشيطانُ عندَ ذكرِ الله، أي انقبضَ وتَقَهْقَرَ.
          (وَالكُنَّسُ) النُّجُوْمُ التي تَكنِسُ في بُرُوْجِهَا، أي تغيبُ كالظِّبَاءِ التي تدخُل في كُنسِها، وهي أماكنُها التي تأوي إليها وتستَترُ فيها، والكِنَاسُ بيتُ الظبي، يُقالُ: كنسَ يَكْنِسُ فهو كانسٌ، والخَنَسُ الذَّهابُ في خُفْيَةٍ لأنَّها تَخفَى بالنَّهارِ فكأنَّها استخفَتْ في ضوءِ النَّهارِ.