تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث:عائد المريض في مخرفة الجنة

          3103- (خِرَافَةُ الجَّنَّةِ) اجتناءُ ثمرِ الجنةِ، يُقالُ: خَرَفْتُ النخلةَ أخرُفُها، شبَّهَ ◙ ما يحوزُهُ عائدُ المريضِ من الثوابِ بما يحوزُهُ المخترِفُ من النخلةِ، والمَخْرَفُ النَّخْلَةُ التي يُختَرَفُ منها، أي يُجْتَنى منها، والمِخْرَفُ بكسر الميم المِكْتَلُ يلفَظُ فيه الرُّطَبُ، وفي الحديثِ: «أَخَذَ مِخْرَفاً فَأَتَى عَذْقاً»، والعَذْقُ_بفتح العين_ النخلةُ، ويُقالُ: للرُّطَبِ أيضاً مَخْرَفٌ لأنه يُؤْخَذُ منه ويُستعملُ، وفي الحديثِ أيضاً: «عَائِدُ المَرِيْضِ عَلَى مَخَارِفِ الجَّنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ»، فالمخارفُ جمع مَخْرَفٍ وهو جَنَى النخلِ، سُمِّيَ بذلكَ لأنه يُختَرَفُ، أي يُجتَنَى.
          والمَخرَفُ أيضاً طريقٌ بين صفَّي نَخْلٍ يُمَكِّنُ المُخْتَرِفَ أن يخترفَ من أيِّها شاءَ، فالمعنى على هذا أنه على طريقٍ تُؤَدِّيْهِ إلى الجنَّةِ، وفي حديثِ أبي طَلْحَةَ: «إِنَّ لِيَ مَخْرَفاً وِإِنِّي تَصَدَّقْتُ بِهِ» فإنَّهُ عَنَى البُسْتَانَ الذي فيه النَّخْلُ الذي يمكِن اخترافُ ثمرتِه عندَ إدراكِها، فَالمَخْرَفُ على هذا يقَعُ على النَّخلِ وعلى المَخْرُوْفِ المُجْتَنَى مِنَ النَّخلِ، كما يقعُ المشْرَبُ على الشُّربِ وعلى الموضعِ الذي يمكنُ فيه الشُّربُ، وعلى الماء المشروبِ، وكذلكَ المَطْعَمُ يقَعُ على المأكولِ من الطَّعامِ وعلى الطعامِ لأنَّه ممكنٌ للأكلِ كذا حكى ابنُ الأنباريِّ، وخُرْفةُ الجنَّةِ جَنَاهَا: وهو ما يُجتَنَى منها من الثَّمرةِ.