تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: أربع في أمتي من أمر الجاهلية

          3014- (الفَخْرُ بِالأَحْسَابِ) الحَسَبُ: الفِعَالُ الحسنُ للرَّجلِ ولآبائهِ، مأخوذٌ من الحِسَابِ إذا حَسَبُوْا مناقبَهُم وعدَّ كُلُّ واحدٍ مناقبَهُ ومآثرَ آبائِهِ وكسبَهَا، فمن كانَ أكثر فيها كانَ أولى بها وأعلى فيها، وإنَّما جعلَها في الحديثِ من أمرِ الجاهليَّةِ لأنَّهم كانوا يجعلونَ ذلكَ سبباً للحروبِ والفِتَنِ والاستعلاءِ، والإسلامُ وقد سَوَّى بين الكُلِّ وهدَم التَفَاخُرَ المؤدِّي إلى الضَّغَائِنِ، ومناقبُ الإسلامِ وشرائطُهُ على خلافِ ما كانوا عليهِ، وأصلُها كُلُّها في الإسلامِ هو كُلُّ ما يُؤَدِّي إلى الأُلْفَةِ والتعاونِ على البِّر وإطفاءِ الضغائنِ وذمِّ الفتنِ كُلِّها وأسبابِها، وفي بعضِ الآثارِ: (كَرَمُ المَرْءِ دِيْنُهُ، وَحَسَبُهُ خُلُقُهُ). وقد تُسمَّى كثرةُ أعدادِ القَرَاباتِ وذوي الأرحامِ، ومن ذلكَ حديثُ وفدِ هوازنَ لما سألُوا رسولَ الله صلعم في سَبْيِهِمْ قال لهم: «اخْتَارُوْا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ إِمَّا المَالَ وَإِمَّا السَّبْيَّ»، فقالُوْا: أَمَّا إِذْ خَيَّرْتَنَا بَيْنَ المَالِ وَالحَسَبِ فَإِنَّا نَخْتَارُ الحَسَبَ، فَاخْتَارُوْا أَبْنَاءَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ، واحتيجَ إلى معرفَةِ مُتَاحِ الحسبِ أيضاً، وفي قولهِ صلعم: «تُنْكَحُ المَرْأةُ لِحَسَبِهَا وَمَالِها»، ليُعتبرَ بهِ مهرُ المثلِ في النِّكاحِ عندَ الحاجةِ.
          (الاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُوْمِ) هو ما كانوا يقولونَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا، وإضافَتُهُمْ السُّقْيَا إلى النُّجُوْمِ.
          (السِّرْبَالُ) القميصُ، وجمعُه سرابيلُ.