التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: والذي نفس محمد بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة

          2615- 2616- قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ): هذا هو المُسنَديُّ، قاله ابنُ طاهر، وإن كان ابنُ أبي شيبة روى عن يونسَ؛ فإنَّه روى عنه في «مسلم»، انتهى، والله أعلم.
          قوله: (حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ): هذا هو المُؤدِّب(1) الحافظُ، عن شيبانَ والقاسمِ الحُدَّانيِّ، وروى عن أمِّ نهار المصريَّة عن أنسٍ، وعنه: / أحمدُ وعبدٌ، تُوُفِّيَ سنة ░208هـ▒، أخرج له الجماعة، وهو ثقة، وقال أبو حاتم: (صدوق)، وقد روى عنه يعقوب بن شيبة، وقال: (ثقةٌ ثقةٌ).
          قوله: (حَدَّثَنَا شَيْبَانُ): هو شيبان بن عبد الرَّحمن النَّحويُّ، منسوبٌ إلى القبيلة، لا إلى صناعة النَّحو، تَقَدَّم مُتَرجَمًا [خ¦112]، ومرارًا بغيرها، وتَقَدَّم أنَّ ابنَ الأثير قال: (إنَّه منسوب إلى القبيلة)، وأنَّ ابن أبي داود وغيرَه قال: (إنَّ المنسوب إلى القبيلة يزيدُ بن أبي سعيد النَّحويُّ، لا شيبان النَّحويُّ هذا)، انتهى.
          قوله: (أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صلعم جُبَّةُ سُنْدُسٍ): الذي أهداها(2) أُكَيْدِر دَُومَة، وسأذكر ترجمته قريبًا، و(السُّندُس): رقيق الدِّيباج، وسيأتي بعد هذا قريبًا أنَّ أُكيدر هو الذي أهداها [خ¦2616]، والله أعلم.
          قوله: (وَقَالَ سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: إِنَّ أُكَيْدِرَ): هذا هو سعيد بن أبي عَرُوبة.
          تنبيهٌ: تَقَدَّم أنَّ شيخَنا صاحبَ «القاموس» قال: (وابن أبي العَرُوبة؛ باللَّام، وتركُها لَحْنٌ أو قليلٌ) [خ¦284].
          تنبيهٌ آخَرُ: جماعةٌ يروون عن قتادة عن أنس؛ كلٌّ منهم اسمه (سعيد): سعيدُ بن بَشِير أبو عبد الرَّحمن الدِّمشقيُّ، وابنُ أبي عَرُوبة صاحبُ هذا الحديث، وسعيد بن أبي هلال المصريُّ، والله أعلم.
          وقوله: (وقال سعيد...) إلى آخره: هو تعليقٌ مجزومٌ به، والله أعلم، وليس هو في شيءٍ مِن الكتب السِّتَّة إلَّا ما هنا.
          قوله: (إِنَّ أُكَيْدِرَ دَُومَةَ): (أُكَيْدِر): بضَمِّ الهمزة، وفتح الكاف، ثمَّ مثنَّاة تحت ساكنة، ثمَّ دال مهملة مكسورة، ثمَّ راء، وهو أُكَيدِر بن عبد الملك، صاحب دَُومة الجندل، ذكر ابن منده وأبو نُعَيم: أنَّه أَسلم، وهذا خطأ لم يُسلِم، بل صَالَح، ثمَّ حاصر خالدُ بن الوليد دُومةَ في خلافة الصِّدِّيق وأسر أُكيدر، فقتله وهو على نصرانيَّته، ويقال: أسلم، ثمَّ ارتدَّ، ثمَّ قُتِل.
          و(دَُومة)؛ بضَمِّ الدَّال المهملة وفتحِها: موضعٌ مِن بلد الشَّام قرب تبوك، قال في «المطالع»: (وقد جاء في حديث الواقديِّ: «دَوْماءُ الجَنْدَل») انتهى.


[1] زيد في (أ): (كما قَدَّمتُ أعلاه)، ولعلِّ حذفها هو الصواب؛ لأنَّ المصنِّف ضرب على الكلام المتقدِّم.
[2] في (أ): (أهدها).