التلقيح لفهم قارئ الصحيح

معلق بندار: أن رسول الله كان إذا رمى الجمرة التي تلي مسجد

          1753- قوله: (وَقَالَ مُحَمَّدٌ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ): ذكر الجيَّانيُّ هذا المكان(1)، ثمَّ قال: (هكذا وقع عن الأصيليِّ وأبي مسعود الدِّمشقيِّ «مُحَمَّد» غير منسوب، ونسبه لنا ابنُ السَّكن في روايتنا عنه: مُحَمَّد بن بشَّار، قال الجيَّانيُّ: وقد روى البخاريُّ في «الأطعمة» عن مُحَمَّد بن المثنَّى، عن عثمان بن عمر [خ¦5406]، وذكر أبو نصرٍ: أنَّ البخاريَّ قد حدَّث في «الجامع» عن مُحَمَّد بن المثنَّى ومُحَمَّد بن بشَّار، عن عثمان بن عمر، والله أعلم)، انتهى ملخَّصًا، وذكر شيخُنا كلامَ الجيَّانيِّ مختصرًا(2)، وزاد: (وروى أيضًا عن مُحَمَّد ابن عبد الله _هو الذُّهليُّ_ عن عثمان [خ¦6722]، ورواه الإسماعيليُّ عن مُحَمَّد بن مثنًّى، والبيهقيُّ عن مُحَمَّد بن إسحاق الصغانيِّ: حَدَّثَنَا عثمان)، انتهى، ولم ينسبه المِزِّيُّ في «أطرافه»، ورأيتُ في حاشية نسخة عتيقة أنَّ أبا ذرٍّ قال: (إنَّه مُحَمَّد بن يحيى الذُّهليُّ)، وهذا أيضًا ذكره شيخُنا، ولم يعزُه لأحدٍ.
          قوله: (أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم كَانَ إِذَا رَمَى الْجَمْرَةَ...)، الحديث: أمَّا (يونس)، فهو ابن يزيدَ الأيليُّ، و(الزُّهريُّ): مُحَمَّد بن مسلم ابن شهاب.
          تنبيهٌ: في هذا الحديث تقديمُ المتن على بعض السَّند، واعلم أنَّ الراويَ إن قدَّم الحديثَ على السَّند، أو قدَّم(3) بعضَ الإسناد مع المتن على بقيَّة(4) السَّند _كهذا_، فهذا لا يمنع الحكم باتِّصاله، ولا يمنع ذلك مَن روى كذلك _أعني: تحمَّلَه عن شيخه كذلك_ أن يبتدئ بالإسناد جميعه أوَّلًا، ثمَّ يذكر المتنَ، كما جوَّزه بعضُ المتقدِّمين، قال ابنُ الصَّلاح: (وينبغي أن يكون فيه خلافٌ نحو الخلاف في تقديم بعض المتن على بعض، فقد حكى الخطيبُ المنعَ من ذلك على القول بأنَّ الرِّواية بالمعنى لا تجوز، والجوازَ على القول بأنَّ الرِّواية على المعنى تجوز، ولا فرقَ بينهما في ذلك)، ففيما فعله البخاريُّ دليل على الجواز إن كان مِن فعله، وأيًّا ما كان فعلُه؛ فهو دليل على الجواز، والله أعلم؛ لأنَّه خرَّجه في «صحيحه» مُستدِلًّا به.


[1] في (ج): (الكلام).
[2] في (ب): (ملخصًا).
[3] في (ب): (أو تقدَّم).
[4] زيد في (ب): (المتن كما جوزه بعض المتقدِّمين)، ولعلَّه سبق نظر.