التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: العجماء جبار والبئر جبار والمعدن جبار

          1499- قوله: (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ): تقدَّم أنَّه الزُّهريُّ مرارًا، وأنَّه مُحَمَّدُ بن مسلم، وتقدَّم أنَّ ياء (سَعِيدِ بن المُسَيِّـَبِ) بالكسر وتُفتَح، وأنَّ (أَبَا سَلَمَةَ): عبدُ الله _وقيل: إسماعيل_ ابن عبد الرحمن بن عوف الزُّهريُّ، وأنَّه أحدُ الفقهاء السَّبعة على قول الأكثر، وتقدَّم مُتَرْجَمًا [خ¦4]، وتقدَّم (أَبُو هُرَيْرَةَ): أنَّه عبدُ الرحمن بن صخرٍ على الأصحِّ.
          قوله: (الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ): تقدَّم الكلام أعلاه(1) على (جُبَار)، وأمَّا (العَجْماء)، فبالعين المهملة المفتوحة، ثمِّ جيم ساكنة، وفي آخره همزة ممدودة: البهيمة، سُمِّيت بذلك؛ لأنَّها لا تتكلَّم، وكلُّ مَن لا يقدر على الكلام؛ فهو أعجم ومُسْتَعْجِم.
          قوله: (وَالْبِئْرُ جُبَارٌ): قيل: هي البئر العاديَّة القديمة، لا يُعلَم لها حافرٌ ولا مالكٌ، فيقعُ فيها الإنسانُ أو غيرُه، فهو جُبَار وهَدْر، و[قيل]: هذا هو الأجير الذي ينزل إلى البئر، فينقِّيها أو يُخْرِج شيئًا وقع فيها، فيموت، وقال شيخنا الشَّارح: (والمراد هنا: ما حفره الإنسان حيث يجوز له، فما هلك فيها، فهو هدر، وكذا إذا حفر بئرًا، فانهارت على الحافر أيضًا، وأبعَدَ من قال: المراد هنا: البئر القديمة)، وكذا قاله(2) غيره، وقد تقدَّم شيء من ذلك أعلاه.
          قوله: (وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ): تقدَّم تفسير (الرِّكاز) من كلام البخاريِّ، والخلاف فيه [خ¦24/66-2360]، وها أنا أذكر تفسيره فأقول: الرِّكاز عند أهل الحجاز: كنوز الجاهليَّة المدفونة في الأرض، وهي عند أهل العراق: المعادن، والقولان تَحتمِلُهما اللُّغةُ؛ لأنَّ كلًّا منهما مَرْكُوز في الأرض؛ أي: ثابت، يقال: رَكَزَه يَرْكُزُه رَكْزًا، إذا دفنه، وأَرْكَزَ الرجلُ، إذا وَجَدَ الرِّكازَ، والحديث إنَّما جاء في التفسير الأوَّل؛ وهو الكنز الجاهليُّ، / وإنَّما كان فيه الخمس؛ لكثرة نَفْعِه، وسهولة أَخْذِه، وقد جاء في بعض طرقه في «المسند» لأحمد: «وفي الرَّكائز الخمس» [خ¦9371]، كأنَّها(3) جمع (رَكِيزة) أو (رِكَازة)، والرَّكيزة والرِّكزة: القطعة من جواهر الأرض المَرْكُوزَة، وجمع الرِّكْزة: رِكَاز، والله أعلم.


[1] (أعلاه): ليس في (ب).
[2] في (ج): (قال)، وانظر «التنقيح» ░1/367▒.
[3] في (ب): (فإنها).