تعليقة على صحيح البخاري

حديث: العجماء جرحها جبار والبئر جبار

          6912- معنى قوله: (البئر جُبَار): أنَّه لا ضمان على ربِّ البئر وحافرها إذا سقط فيها إنسان أو دابَّة أو غير ذلك، فتلف أو عطب، هذا إذا كان حافر البئر قد حفرها في موضعٍ يجوز له أن يحفرها فيه؛ مثل(1) : أن يحفرها بفِنائه، أو في ملكه، أو داره، أو في الصَّحراء، / أو في طريق واسع محتمل، يجوز ذلك، وهو قول مالك والشَّافعيِّ.
          قوله: (وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ): فهي المعادن التي يخرج منها الذَّهب والفضَّة، فيجيء قوم يحفرونها بشيء مسمًّى لهم، وربَّما انهارت عليهم المعدن فقتلتهم(2) ، فيقول: دماؤهم هدر، لا خلاف في ذلك بين العلماء.
          قوله: (العَجْمَاء): هي الدَّابَّة، وإنَّما سمِّيت عجماء؛ لأنَّها لا تتكلَّم، وكذلك كلُّ من لا يقدر على الكلام؛ فهو أعجم وأعجميٌّ، ورجل عجميٌّ منسوب إلى العجم، وإن كان فصيحًا؛ فعربيٌّ، و(الجبار): الهدر الذي لا دية فيه، وإنَّما جعلت هدرًا إذا كانت منفلتة(3) ليس لها راكب ولا قائد.


[1] في (أ): (قيل).
[2] في (أ): (فقلتهم).
[3] في (أ): (منفلة)، وهو تحريف.