تعليقة على صحيح البخاري

حديث: خرجنا مع النبي إلى خيبر فقال رجل منهم

          6891- قوله: (إِنَّ لَهُ لأَجْرَيْنِ اثْنَيْنِ، إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ): لعلَّه يريد: أنَّه نزل به من البلاء ما امتُحن به حتَّى [اختار] الموت وتمنَّاه.
          قوله: (وَأَيُّ قَتِيلٍ(1) يَزِيدُهُ عَلَيْهِ): وروي: (يزيد(2))، ورُمِي فقتل؛ أي: أنه بلغ أرقى الدَّرجات وفضل النِّهاية، وإنَّما قالوا: حبط عمله؛ لقوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} [النساء:29] ، وهذا إنَّما هو فيمن يتعمَّد قتل نفسه؛ إذ الخطأ لا ينهى عنه أحد.
          قوله: (أَسْمِعْنَا [يَا عَامِرُ] مِنْ هُنَيَّاتِكَ(3)): تصغير (هناة(4))، فيه: جواز قول الشِّعر والرَّجز لمن يستعين به على عمل البرِّ الذي هو [فيه] ؛ لأنَّ فيه معونة على السَّير وراحة القلب.


[1] كذا في رواية أبي ذرٍّ والأصيلي، وفي «اليونينيَّة»: (قتل).
[2] وهي رواية أبي ذرٍّ الهروي والأصيليِّ.
[3] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة»: (هُنَيْهَاتِكَ).
[4] في (أ): (هاة).