تعليقة على صحيح البخاري

حديث: مطلب في بركة شعرات النبي

          5896- و(الِمخَضب): بكسر الميم: المِركن؛ وهي الإجانة التي تغسل فيها الثِّياب، قلت: واختلف الآثار هل خضَّب أم لا؟ فقال أنس _كما مرَّ_ : لا، وهو قول مالكٍ وأكثر العلماء، وأمَّا الطِّيب الذي رئي في حمرة شعره وهو غير لونه الخضاب، حديث أبي هريرة قال: قال النَّبيُّ صلعم: «إنَّ اليهود والنَّصارى لا يصبغون، فخالفوهم»، وعن أنس: أنَّ أبا بكر وعمر كانا يخضِّبان بالحنَّاء والكتم، عن عمر بن الخطَّاب أنَّه كان يأمر بالخضاب بالسَّواد ويقول: هو تسكين للزَّوجة وأهيب للعدوِّ، وعن ابن أبي مليكة: أنَّ عثمان كان يخضِّب به، وعن عقبة بن عامر والحسن والحسين أنَّهم يخضِّبون به، ومن التَّابعين: عليُّ بن عبد الله بن عبَّاس، وعروة بن الزُّبير، وابن سيرين، وأبو بردة، وعن جابر قال: جِيء بأبي قحافة إلى رسول الله صلعم ورأسه ولحيته كأنَّهما ثغامة(1) بيضاء، فأمر رسول الله صلعم أن يغيِّروه، فحمَّروه، والثَّغامة: بمثلَّثة مفتوحة، ثمَّ غينٍ معجمة، قال أبو عبيدة: هو نبت أبيض الزَّهر، والثمر يشبَّه بياض الشَّيب به، وقيل: إنَّها شجرة بيضاء؛ كأنَّها الملح، ورأى(2) آخرون تركه أبيض أولى من تغييره، وأنَّ الصَّحيح عنه نهيه عن تغييره، وقالوا: تُوُفِّي وقد بدا في عنفقته ورأسه الشَّيب، ولم يغيِّره بشيء، ولو كان تغييره الاختيار؛ كان هو الآثرَ الأفضلَ، قال أبو إسحاق الهمدانيُّ: رأيت عليًّا أبيض الرَّأس [و] اللِّحية.


[1] في (أ): (نعامة).
[2] في (أ): (ولا)، وهو تحريف.