تعليقات القاري على ثلاثيات البخاري

شرح مقدمة الثلاثيات

          قال المصنِّف رحمة الله عليْهِ:
          (بسم الله الرَّحمن الرَّحيم الحمدُ لله ربِّ العَالمين، وَالصّلاة وَالسَّلام عَلَى خَيْرِ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِيْنَ)، مَباني هذه الكلماتْ، وَمعاني هذه العبَارات مشهورة، في بعض كتبنا المبسُوطة مذكورة مسطورة، وَكذا الكلام في قوله: (وَبعد).
          (فَهَذِه الأحاديث الثُّلاثيَّات)، أي: الأسَانيد كما في نُسخة، إلَّا أنَّها جُعلت من الزِّيادات الملحقات، وَالمعنى أنَّها أحاديث وَقعت بين البخاري وَبين النَّبيِّ صلعم ثلاثة ثلاثةً من الرُّواة، وَهم الأتباع وَالتابعُون وَالصَّحابة.
          (المعتبرات، الَّتي أخرجهَا) أي رَوَاهَا وَأسندهَا (الإمام الهُمَام) بضمِّ الهاء، أي: مقتدى الأنام، (أحدُ سَلاطينِ الإسلامِ) أي: أحد حكَّام أهل الإسلام في الأحكام، وَكان الأولى أنْ يُقال: أَحد / أسَاطين الإسلام من بين العلماء الأعلام: (أبو عبد الله محمد بن إسمَاعيل البخاري ☼) ترجمته معروفة، وَهو بنعوت الكمال في العلوم وَالأعمال مَوصوفة، وقد ذكرنا طرفًا منهَا في «المرقاة شرح المشكاة» (في جامعه) قيد ليخرجَ سَائر كتبه من «تاريخه» وَ«أدبه» مفردات (انتخبتُها) بصيغة الماضي، وَفي نسخة: «أنتخِبهَا» (منه) أي: أخذ نخبة الرِّوَايات التي هي الثُّلاثيَّات من الجامع المشتمل على الرُّباعيَّات وَالخماسيَّات، اختصارًا في المبنى، وَاقتصارًا في المعنى.
          (تذكرةً لبعضِ الإخوان) أي من أهل الإيمان، (وَمِنَ الله) أي لا من غيره (الاستِعَانَةُ) أي طلب الإعانة، فإنَّه هو المستعَان (وَعَليْهِ التُّكْلَان) بضمِّ أوَّله، أي الاعتماد في(1) جميع الأزمان.


[1] في الأصل: «وفي».