تغليق التعليق

أبواب التهجد والتعبد

          ░░19▒▒ من أبواب التهجُّد والتطوُّع(1) .
          قولُهُ: حدَّثنا عليُّ بن عبد الله: حدَّثنا سُفْيَان: حدَّثنا سليمان بن أبي مسلم عن طاووس: [أنَّه] سمع ابن عبَّاس(2) قال: كان النَّبيُّ صلعم إذا قام من الليل يتهجَّد؛ قال: «اللَّهمَّ؛ لك الحمد...»؛ الحديث. [خ¦1120]
          وقال في آخره: قال سُفْيَان: وزاد عبد الكريم أبو أُمَيَّةَ: «ولا حول ولا قوَّة إلَّا بالله».
          وقال سُفْيَان: قال سليمان بن أبي مسلم: سمعه من طاووس عن ابن عبَّاس ، عن النَّبيِّ صلعم، انتهى.(3)
          هكذا وقع في روايتنا من طريق أبي الوقت وغيره، ووقع في رواية أبي ذرٍّ وحده في هذا الكلام الأخير: قال عليُّ بن خشرم: قال سُفْيَان: قال سليمان...؛ فذكره.
          قلت: والذي أظُنُّه أنَّ هذه الزيادة من قول الفربريِّ الراوي عن البُخَارِيِّ؛ فإنَّه روى عن عليِّ بن خشرم كثيرًا، وعلا في «الجامع الصَّحيح» حديثًا عنه، عن سُفْيَان بن عُيَيْنَة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أُبيٍّ في قصة موسى والخضر، وأيضًا فلم يذكر أحد عليَّ بن خشرم في رجال البُخَارِيِّ، فالله أعلم.


[1] في المطبوع: (والتعبد).
[2] في المخطوط: (طاووس).
[3] قال في الفتح: قوله: (قال سفيان، وزاد عبد الكريم أبو أمية) هذا موصول بالإسناد الأول، ووهم من زعم أنه معلق، وقد بيَّن ذلك الحميدي في مسنده عن سفيان قال: حدثنا سليمان الأحول خال ابن أبي نَجِيح: سمعت طاووسا... فذكر الحديث، وقال في آخره: قال سفيان: وزاد فيه عبد الكريم: ولا حول ولا قوة إلا بك. ولم يقلها سليمان. وأخرجه أبو نعيم في المستخرج من طريق إسماعيل القاضي، عن علي بن عبد الله بن المديني شيخ البخاري فيه فقال في آخره: قال سفيان: وكنت إذا قلت لعبد الكريم آخر حديث سليمان: ولا إله غيرك. قال: ولا حول ولا قوة إلا بالله. قال سفيان: وليس هو في حديث سليمان انتهى. ومقتضى ذلك أن عبد الكريم لم يذكر إسناده في هذه الزيادة لكنه على الاحتمال. ولا يلزم من عدم سماع سفيان لها من سليمان أن لا يكون سليمان حدث بها، وقد وهم بعض أصحاب سفيان فأدرجها في حديث سليمان أخرجه الإسماعيلي، عن الحسن بن سفيان، عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن سفيان فذكرها في آخر الخبر بغير تفصيل، وليس لعبد الكريم أبي أمية _وهو ابن أبي المخارق_ في صحيح البخاري إلا هذا الموضع، ولم يقصد البخاري التخريج له فلأجل ذلك لا يعدونه في رجاله، وإنما وقعت عنه زيادة في الخبر غير مقصودة لذاتها كما تقدم مثله للمسعودي في الاستسقاء.