شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح

الاستغناء عن الهمزة بـ (هل) ووقوع (أم) بعدها

          ░69▒
          ومنها قولُ النبيِّ صلعم لجابرٍ ☺: «هَل تزوَّجتَ بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟». [خ¦2967]
          وقولُه صلعم: «مَنْ قُتِلَ في سبيل اللهِ(1) فهو شَهيدٌ، ومَن مَاتَ في الطَّاعُونِ فهو شَهيدٌ، ومَن ماتَ في البَطْنِ فهو شَهيدٌ».
          وقولُه صلعم: «إِنَّما يَكفِي أَحَدَكم أَنْ يَضَعَ يدَهُ على فَخِذِهِ ثم يُسَلِّمُ على أَخِيهِ مِنْ عَلىَ يِمِينِه وَشِمَالِهِ(2)».
          قلتُ:/ في «هل تزوَّجْتَ بِكرًا أم ثَيِّبًا؟» شاهدٌ على أَنَّ (هل) قد تقعُ موقعَ الهمزة المُسْتَفَهَمِ بها عن التعيِين، فتكونُ (أَمْ) بعدَها مُتَّصِلةً غيرَ مُنقَطِعةٍ(3)؛ لأنَّ استفهامَ النبيِّ صلعم جابرًا لم يَكُن إلَّا بعدَ عِلْمِه بتَزوِيجِه(4) إمَّا بِكْرًا وإمَّا ثَيِّبًا(5)، فطلبَ منه الإعلامَ بالتعيين، كما كان يطلُبه بـ: (أَيِّ).
          فالموضعُ إذًا موضعُ الهمزة، لكن اسْتُغْنيَ عنها بـ: (هل)، وثَبَت(6) بذلك / أَنَّ (أَمْ) المُتَّصِلةَ قد تَقَع بعدَ (هل) كما تقع بعدَ الهمزة.
          و(في) _من قولِه صلعم: «في الطَّاعونِ» و «في البَطْنِ»_ بمعنى(7) الباءِ الدالَّةِ على السَّبَبيَّةِ، كقولِه تعالى: {لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ (8) لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الأنفال:68].
          وفي قولِه: «مِنْ عَلَى يَمِينِه(9)» شاهدٌ على استعمال (على) اسمًا، وأنَّ ذلكَ غيرُ مَخصُوصٍ بالشِّعرِ. /


[1] في (ظ): («مَن قُتلَ دُونَ مالِه»)، وهو انتقالٌ ذهنيٌّ من الناسخ إلى حديثٍ آخَرَ في صحيح البخاريِّ برقم: ░2480▒، وليس فيه التتمة المتضمِّنة لقضية إيراد المؤلِّف له.
[2] في الأصل و(ج): (أو شمالِه)، والمثبَت من (ب) و(ظ) _موافقًا لما في النسخة القادرية_ موافقٌ لما في مصدر الرواية: فالحديث بهذا اللفظ أخرجه مسلمٌ ░431▒.
[3] في (ظ): (مُنفَصِلَةٍ) وهي بمعنًى واحدٍ.
[4] ي (ب): (بتزوُّجه)، وهو موافقٌ لما في النسخة القادرية.
[5] في (ظ): (بِكْرًا أو ثَيِّبًا).
[6] في الأصل: (وقد ثَبُت)، لكن كُتبت لفظة: (قد) بين الأسطر.
[7] في (ج): (وفي قوله... مَعنى)، وقد سبق الكلام في هذه القضية في المبحث ░18▒.
[8] في (ج) زيادة: (الآية) بدل إتمامها.
[9] في (ظ) زيادة: (وشمالِه).