شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح

توجيه قول الصحابي: وفرَّقنا اثنا عشر رجلاً

          ░34▒
          ومنها قولُ بعضِ الصَّحابة ♥: «وَفَرَّقَنَا اثنا عَشَرَ رجلاً»(1). [خ¦602]
          قال: مقتضى الظاهر أنْ يقولَ: (وفرَّقنا اثني عشر رجلاً)؛ لأنَّ (اثني عشر) حالٌ من النون والألف، ولكنَّه جاء(2) بالألف على لغة بني الحارث بن كعب، فإنهم يُلزِمون المثنى وما جرى مَجراه الألفَ في الأحوال كلِّها؛ لأنَّه عندهم بمنزلة المقصور.
          ومن(3) لغتهم أيضاً قَصْرُ (الأب) و(الأخ)، كقول ابن مسعود ☺ لأبي جهل لعنه الله: (أنت أَبَا جَهْلٍ) [خ¦3962]، وعلى لغتهم قرأ(4) غيرُ أبي عمرو: / {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}[طه:63].
          ومن شواهد هذه اللغة قولُ أمِّ رُومان: «بينما أنا مع عائشة جالستانِ» [خ¦3388]. فـ: (جالستان) حال، وكان حقُّه لو جاء على اللغة المشهورة أن يكون بالياء، لكنه جاء على اللغة الحارثية.
          ومما جاء عليها قوله ◙: «إيَّاكم وهاتان الكعبتان الموسومتان»./
          وقوله ◙(5) : «إنِّي وإيَّاكِ وهذان وهذا في مكان واحد يوم القيامة». أخرجهما أبو الفرج في (جامع المسانيد). /
          ومنها قولُ الرَّاجز:
طَارُوا عَلَاهُنَّ فَشُلْ أَعْلَاهَا(6)                      واشْدُدْ بمَثْنَي حَقَبٍ حَقْواهَا /


[1] لفظة: (رجلاً) ليست في (ب)و(ج).
[2] (جاء): ساقطة من (ج).
[3] في (ج): (وعن).
[4] في (ج) و(ظ): (قرأه).
[5] في (ب) زيادة: (أيضاً).
[6] في الأصل ضبطت: (...أعَلَاهَا)، وفي (ج) و(ظ) ضبطت: (طَارُوا عُلَاهُنَّ).