الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

حديث: خرجنا من اليمن مهاجرين فقدمنا الجحفة

          4470- وبالسند قال: (حَدَّثَنَا أَصْبَغُ): بفتحِ الهمزة والموحَّدة بينهما صادٌ مهملةٌ ساكنة، وآخره غينٌ معجمة، هو: أبو عبدِ الله بن الفرجِ المصريُّ (قَالَ: أَخْبَرَنِي): بالإفرادِ (ابْنُ وَهْبٍ): بفتحِ الواو، واسمه: عبدُ الله (قَالَ: أَخْبَرَنِي): بالإفرادِ أيضاً (عَمْرٌو): بفتحِ العين، ولأبي ذَرٍّ زيادة: <ابن الحارث> (عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبٍ): بفتحِ الحاء المهملة، هو: يزيدُ المصريُّ، واسمُ أبي حَبيب: سُويد، بالسِّين المهملةِ، مصغَّر.
          (عَنْ أَبِي الْخَيْرِ): ضدُّ: الشَّرِّ، واسمهُ: مَرْثَد _بفتحِ الميم والمثلثة بينهما راء ساكنة_ ابنُ عبدِ الله اليَزَني البصريِّ (عَنِ الصُّنَابِحِيِّ): بضمِّ الصَّاد المهملةِ وتخفيف النون فألف فموحدة مكسورة فحاء مهملة، نسبةً إلى: صنابح / ، بطنٌ من مرادٍ، كما في ((لب الألباب)) و((تنويره)) هو: عبدُ الرحمن بن عُسيلة _بعين وسين مهملتين مصغَّر_ اليمنيُّ ثمَّ الشَّاميُّ.
          قال في ((الفتح)): ليس له في البخاريِّ سوى هذا الحديثِ، قال: وعندَ أبي داودَ من وَجهٍ آخرَ عن الصَّنابحيِّ أنَّه صلَّى خلفَ أبي بكرٍ الصِّدِّيق ☺.
          (أَنَّهُ قَالَ): أي: أبو الخيرِ (لَهُ): للصَّنابحيِّ (مَتَى هَاجَرْتَ): أي: إلى المدينةِ، وهذا من كلامِ ابنِ أبي حَبيبٍ لأبي الخيرِ (قَالَ): أي: الصَّنابحيُّ (خَرَجْنَا): بنون المتكلِّم ومعه غيرُهُ (مِنَ الْيَمَنِ): بفتحِ التحتيَّة والميم، بلادٌ مشهورةٌ (مُهَاجِرِينَ): جمع: مُهاجِرٍ _بضمِّ الميم وكسرِ الجيم_ في المفرد والجمع؛ أي: إلى المدينةِ لنلقَى النَّبيَّ صلعم فنفوزَ بصحبتِهِ والاجتماعِ به.
          (فَقَدِمْنَا): بكسرِ الدَّال المهملةِ (الْجُحْفَةَ): بضمِّ الجيم وسكون الحاء المهملةِ وفتحِ الفاء فتاء تأنيثٍ، ميقاتٌ من مواقيتِ الحجِّ لأهلِ اليمنِ (فَأَقْبَلَ رَاكِبٌ): قال القسطلَّانيُّ: لم يَعرف الحافِظُ ابن حجرٍ اسمَ هذا الرَّاكبِ (فَقُلْتُ لَهُ الْخَبَرَ): بالنصبِ؛ أي: أتعْرِفُ الخبرَ، وبالرفعِ خبرُ مبتدإٍ محذوفٍ؛ أي: ما الخبرُ، كذا في ((المنحة)).
          وظاهرهُ أنَّ النَّصبَ والرفعَ روايتان، وظاهرُ قول العينيِّ: ويجوز النَّصبُ على تقديرِ هاتِ الخبرَ، أنَّ الرِّوايةَ بالرَّفعِ، وظاهرُ اقتصارِ القسطلَّانيِّ على النَّصبِ أنَّه هو الرِّوايةُ، فليتأمَّل.
          (فَقَال): أي: الرَّاكبُ الذي أقبَلَ (دَفَنَّا): بتشديدِ النون (النَّبِيَّ صلعم مُنْذُ خَمْسٍ): أي: من الأيَّامِ التي مضَتْ (قُلْتُ): بضمِّ التاء (هَلْ سَمِعْتَ): بفتحِ التاء (فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ): أي: في شأنِها من بيان وقتِهَا، والقائلُ: ((قلت)) هو أبو الخيرِ، يخاطِبُ الصَّنابحيَّ، فأجابَهُ الصَّنابحيُّ بقوله: (قَالَ: نَعَمْ، أَخْبَرَنِي بِلاَلٌ مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللهِ صلعم أَنَّها): أي: ليلةُ القدرِ (فِي السَّبْعِ): بتقديم السِّين على الموحَّدة (فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ): أي: من رمضانَ.
          وتقدَّمَ الكلامُ على ذلك، وما قيلَ فيها من الأقوالِ مبسوطاً في مَبحثِ ليلة القَدرِ من كتاب الصِّيامِ، فليُراجَع.