الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

حديث: أن النبي كان إذا قدم من سفر ضحًى دخل المسجد

          3088-وبالسند قال: (حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ): هو: الضحَّاكُ بنُ مَخلَدٍ النَّبيلُ (عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ): هو: عبدُ الملكِ بنُ عبدِ العزيزِ (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ): أي: محمَّدِ بنِ مسلمٍ الزُّهريِّ (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ): أي: عبدِ الله (وَعَمِّهِ عُبَيْدِ اللَّهِ): بتصغيرِ: عبدٍ (بْنِ كَعْبٍ): أي: ابنِ مالكٍ، فكعبٌ جدُّ عبدِ الرحمنِ ووالدُ عُبيدِ الله (☺: أَنَّ النَّبِيَّ صلعم كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ ضُحًى): بضمِّ الضَّاد المعجمةِ وفتح الحاء المهملةِ مقصوراً، كذا ثبَتَ: <ضحى> عن أبي ذرٍّ عن الكُشميهنيِّ، وسقطَ لغيرِه، ولعله أَولى؛ لأنَّ الحُكمَ لا يختصُّ بالضُّحى.
          (دَخَلَ المَسْجِدَ): جوابُ: ((إذا)) (فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ): بكسرِ اللام، فإن جلسَ فاتتِ الركعتَان، إلا أن يكونَ ناسياً وتذكَّرَ من قُربٍ، فلا تفوتُ كالتحيَّةِ.
          قال المهلَّبُ: الصَّلاةُ عند القدومِ من السَّفرِ سنَّةٌ وفضيلةٌ فيه معنى الحمدِ له تعالى على السَّلامةِ، والتبرُّكُ بالصلاةِ أولُ ما يبدأُ به في حضرِه، ونِعمَ المفتاحُ هي إلى كلِّ خيرٍ.
          وفيها: مناجَاةُ العبدِ لربِّه تعالى، وذلك هدى رسولِ الله صلعم وسنَّتُه، ولنا فيه الأُسوةُ، انتهى.
          وصلاتُه في المسجدِ عند قدومِه كهي عند خروجِهِ تبرُّكاً به؛ ليكونَ أولُ خروجِهِ وأولُ قدومِه / بيتَ ربِّه.
          وهذا الحديثُ أوردَه المصنِّفُ مطوَّلاً في قصَّةِ تخلُّفِ كعبٍ عن غزوةِ تَبوكَ، وفيه: الابتِداءُ بالمسجدِ قبلَ بيتِه، وفيه: جلوسُه فيه ليُسلِّمَ عليه الناسُ.
          وسبقَ الحديثُ في الصلاةِ، وأخرجه مسلمٌ في الصلاةِ، وأبو داودَ في الجهادِ، والنَّسائيُّ في السِّيرِ.