الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب السلم إلى أن تنتج الناقة

          ░8▒ (باب السَّلَمِ إِلَى أَنْ تُنْتَجَ النَّاقَةُ) ولم يجزِمْ بالحُكمِ؛ لأنَّ مالكاً وكذا أحمدُ في روايةٍ عنه جوَّزا التأجيلَ إلى مجهولٍ، لكن له عادةٌ يحصُلُ فيها غالباً، والجمهورُ على عدَمِ جوازِ التَّأجيلِ إلى أجلٍ مجهولٍ مطلقاً، سواءٌ كان له عادةٌ يحصُلُ فيها أم لا؛ لأنَّ العادةَ قد تتخلَّفُ.
          وقولُه: ((إلى أن تُنتَجَ)) بسكون النون؛ الناقةُ، مبنياً الفعلُ للمفعول فيه وفي الحديثِ الآتي، بل حيثُ وقَعَ؛ لأنَّه لا يُستعمَلُ إلا بالبناء للمجهول.
          وفي ((النهاية)): يقالُ: نُتجَتِ الناقةُ: إذا وَلدَت، فهي منتُوجةٌ، وأُنتِجت: إذا حمَلَت، فهي نَتوجٌ، ولا يقالُ: مُنتِجٌ، ونَتجتُ الناقةَ أَنتِجُها: إذا ولَّدتَها، والناتِجُ للإبلِ كالقابلةِ للنِّساءِ، انتهى.
          وقوله: ((أنتِجُها: إذا ولَّدتَها)) بكسر التاء؛ لأنَّ ماضيَه من باب: ضرَبَ، كما في ((المصباح))، والمختارُ بخِلافٍ: نُتِجَت بمعنى: ولدَتْ، فإنه مبنيٌّ للمفعول لا غيرُ، لكن بمعنى الفاعلِ؛ أي: إلى أن تلِدَ الناقةُ، فالجارُّ والمجرورُ متعلِّقٌ بـ((السَّلَمِ)) و((الناقةُ)) نائبُ فاعِلِه، وهي مثالٌ.