نجاح القاري لصحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {فمن كان منكم مريضًا أو به أذًى من رأسه}

          ░5▒ (بابُ) تفسير (قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً}) مرضاً يحوجه إلى الحَلْق ({أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ}) كجِراحة وقَمْل ({فَفِدْيَة}) أي: فعليه فدية إن حلق ({مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} [البقرة:196]) بيان لجنس الفِدية، وأمَّا قدرها فيأتي إن شاء الله تعالى في الحديث (وَهُوَ) أي: كلُّ واحدٍ من المريض ومَن به أذى من رأسه (مُخَيَّرٌ) بين الأشياء المذكورة في الآية من الصَّوم والصَّدقة والنُّسك.
          وهذا من كلام المؤلِّف استفاده مِنْ (أو) المُكَرَّرة، وقد أشار إلى ذلك في أوَّل باب كفارات الإيمان [خ¦84/1-9957] فقال: وقد خيَّر النَّبي صلعم كَعْباً في الفدية، ويذكر عن ابن عبَّاس ☻ وعطاء وعكرمة ما كان في القرآن (أو) فصاحبه بالخيار.
          (وَأَمَّا الصَّوْمُ) هكذا في رواية الأكثرين، وفي رواية الكُشْمِيْهَنيِّ: <وأمَّا الصِّيام> على لفظ القُرآن، وكلمة (أما) تفصيلية تقتضي التَّقسيم، فالتَّقدير وأمَّا الصَّوم (فَثَلاَثَةُ أَيَّامٍ) وأمَّا الصَّدقة فإطعام ستَّة مساكين، وأمَّا النُّسُك فأقلُّه شاة.