نفحة المسك الداري لقارئ صحيح البخاري

معرفة الكنى

وَمَعْرِفَةُ الْكُنَى بِهَا تُدْرِكُ المُنَى                     وَتَنْجُو مِنَ العَنَا وَتَغْنَى وَتَغْنَمُ
          ذكر الذَّهبيُّ في فوائد رحلته: أنَّه لمَّا اجتمع بابن دقيق العيد؛ سأله التَّقيُّ: مَنْ أبو محمَّد الهلاليُّ؟ فقال: سفيان بن عُيَينة، فأعجبه استحضاره، وفي «الطبقات»: لمَّا دخل إلى شيخ الإسلام ابن دقيق العيد وكان المذكور شديدَ التحرِّي في الإسماع؛ قال: مِن أين جئت؟ قال: مِن الشام، قال: بما تُعرف؟ قال: بالذهبيِّ، قال: أبو طاهر الذهبيُّ؟ فقال له: المخلص، فقال: أحسنت، فقال: أبو محمَّد الهلاليُّ؟ قال: سفيان بن عيينة، قال: أحسنت، اقرأ، ومكَّنه من القراءة عليه إذ رآه عارفًا.
          وقال ورَّاق البخاريِّ: سمعت البخاريَّ يقول: كنت في مجلس الفريابيِّ، فسمعته يقول: حدَّثنا سفيان عن أبي عَروبة، عن أبي الخطَّاب، عن أنس: أنَّ النَّبيَّ صلعم كان يطوف على نسَائه في غُسلٍ واحدٍ، فلم يعرف أحد في المجلس أبا عَروبة، ولا أبا الخطَّاب، فقلت: أمَّا أبو عروبة فمعمر بن راشد، وأمَّا أبو الخطَّاب فقتادة، قال: وكان الثوريُّ فَعولًا لهذا، يُكنِّي المشهورين، وستأتي هذه الحكَاية بأتمَّ من هذا.