النظر الفسيح عند مضائق الأنظار في الجامع الصحيح

حديث: فإنكم سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني

          3163- فيه قول أنس ☺: دعا النَّبيُّ صلعم الأنْصَارَ لِيَكْتُبَ لَهُمْ بِالبَحْرَيْنِ، فَقَالُوا: لا وَاللهِ حَتَّى نَكْتبَ لإخْوانِنَا من قُريش بِمِثْلِهَا، فَقَالَ: «ذَاكَ لَهُمْ مَا شَاء الله، عَلَى ذَلِكَ يَقُولُون له، قال: فَإِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أثْرَة»... إلخ.
          قوله: (فقال: ذاك لهم ما شاء الله)؛ أي: أعاد ذلك لهم مرارًا، فكلمة: (ما شاء الله) هنا مستعملة في الكثرة.
          وقوله: (على ذلك يقولون له) كلام مستأنف. و (على) مستعملة بمعنى مع؛ أي: مع ما كرر من العرض عليهم، وهي متعلقة بـــ(يقولون)؛ أي: يقولون له مع ذلك؛ أي: مع تكراره وإلحاحه.
          وهذا كما يقال: كل ذلك يجيب بكذا؛ أي: كلَّما قال له كذا يجيب بكذا، فهذا نظيره.
          وقد أغفل الشارحون تفسير هذا الكلام سوى كلمتين مختصرتين للكوراني، وبذلك بقي مشكلًا فاعلمه. /