الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: إنما كان منزل ينزله النبي ليكون أسمح لخروجه

          1765- (إِنَّمَا كَانَ مَنْزِلًا): وفي بعضِها: (مَنْزِلٌ).
          قال المالكيُّ: (في رفعِه ثلاثةُ أوجهٍ: أحدُها: أنْ تُجعَلَ «مَا» بمعنى: «الَّذي»، واسمُ «كان» ضميرٌ يعودُ على «المحصَّبِ»، وخبرُه محذوفٌ، أي: إنَّ الَّذي كانَ المحصَّبُ إيَّاهُ منزلٌ، ومِثْلُه قولُ النَّبيِّ صلعم: «أَلَيْسَ ذُو الْحِجَّةِ؟» بعدَما قالَ: / «أَيُّ شَهْرٍ؟» [خ¦1741]، ويمكنُ أنْ يكونَ مِثْلَه: «ليسَ شبيهٌ بعليٍّ» [خ¦3750]، أي: هذا، والأصل: أليسَهُ(1) ذُو الحجَّة؟
          والثَّاني: أنْ تكونَ «ما» كافَّةً، و«منزلٌ» اسمُ «كان»، وخبرُها ضميرٌ عائدٌ إلى «المحصَّبِ»، فحُذِفَ الضَّميرُ، لكنْ يلزمُ أنْ يكونَ الاسمُ نكرةً، والخبرُ[52ب] معرفةً، وذلك جائزٌ، كقولِه: [من الوافر]
كَأَنَّ سَبِيئَةً مِنْ بَيْتِ رَأْسٍ                     يَكُونُ مِزَاجَهَا عَسَلٌ وَمَاءُ
          الثَّالث: أنْ يكونَ «منزل» منصوبًا في اللَّفظِ، إلَّا أنَّه كُتِب بلا ألفٍ على اللُّغة الرَّبَعِيَّةِ(2)) انتهى. / /


[1] في النسختين: (أليس هو)، ولا يصحُّ، والمثبت من مصدره.
[2] في (ب): (الربيعيَّة)، والنسبة إلى ربيعة (ربَعي) بإسقاط الياء، وينظر ما تقدم عند الحديث (1153) (218).