مناسبات أبواب صحيح البخاري بعضها لبعض

المناسبات من المناقب إلى آخر مناقب الأنصار

          وكانت هذه الأمةُ لها مناقبُ أشار إليها النَّبيُّ صلعم بقوله: «نحن الآخِرون السابقون»؛ فترجَم في بعض النُّسَخ: (كتاب المناقب)، وفي بعضها: (باب المناقب)، وفي بعضها: (باب قول الله ╡ : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} الآية [الحجرات:13])، وكان فيها: {شُعُوبًا وَقَبَائِلَ} [الحجرات:13]، وأفضلُ القبائل قبيلةُ قريش؛ فترجَم: (مناقب قريشٍ)، وكان القرآنُ نَزل بلغتهم؛ فقال: (باب نزل القرآن بلسان قريش)، وفي رواية: (بلغة قريشٍ ولسانهم)، وكانت قريشٌ مِن وَلَد إسماعيل؛ فقال: (باب نِسْبة اليَمَن إلى إسماعيل)، وكانت النِّسْبة لا يَجوز تغييرُها؛ فقال: (باب)، وأخرج فيه حديثَ أبي ذرٍّ: أنَّه سمع النَّبيَّ صلعم يقول: «ليس مِن رجلٍ أدَّعى إلى غير أبيه وهو يَعلَمُه إلَّا كَفَر، ومَن ادَّعى قومًا ليس له فيهم؛ فليَتَبوَّأ مقعدَه من النار»، وحديثَ واثِلَةَ، وحديثَ وَفْد [عَبد] القَيس، وكان من جملة العرب: أسلَمُ وغِفَار ومُزَيْنة وجُهَيْنة وأَشْجَع؛ فقال: (باب ذِكر أسلمَ وغِفَارَ ومُزَيْنةَ وجُهَيْنةَ وأَشْجعَ)، ومن جملة العرب قَحطان؛ فقال: (باب ذِكر قَحطانَ)، ومن جملتهم خُزاعة؛ فقال: (باب قصة خُزاعة)، وكان أبو ذرٍّ من غِفَار؛ فترجم: (قصة إسلام أبي ذرٍّ)، / وذَكر شيئًا يتعلَّق بزَمْزَم، ثم ذَكر شيئًا يتعلَّق بجهل الجاهلية من العرب، ثم: (مَن انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية)، ثم: (ابن أخت القوم ومولى القوم منهم).
          وكانت العرب تخالطها الحبشة غالبًا؛ فقال: (باب قصة الحَبَش)، وفي الحديث أنَّ النَّبيَّ صلعم نسبهم إلى أَرْفِدَةَ؛ فهو يناسبه: (مَن انتسب إلى آبائه)، وكان نسب الإنسان يحب ألَّا ينتسب؛ فقال: (باب مَن أحبَّ أنْ لا يُنسَب نسبُه)، وكان النسب إنَّما يُعرف بالأسماء غالبًا، وكان أشرفَ الأسماء المتعلِّقةِ بالخَلْق أسماءُ رسول الله صلعم ؛ فقال: (باب ما جاء في أسماء رسول الله صلعم )، وكان صلعم خاتمَ الأنبياء، وكان من صفاته المشهورة المخصوصة به؛ فقال: (باب خاتَم النبيِّين)، وكان لهذا الخاتمِ مُدَّةٌ في حياته، وانتقالٌ عنها بوفاته؛ فترجم: (باب وفاة النَّبيِّ صلعم )، وكان من جُملة أعلامه الكنى؛ فقال: (باب كُنية النَّبيِّ صلعم )، وكان من جُملة صفاته في بَدنه خاتمُ النبوة؛ فقال: (باب خاتَم النُّبوَّة)، وكانت له صفةٌ عظيمةٌ في جَماله وصِفة أخلاقه؛ فقال: (باب صفة النَّبيِّ صلعم )، وكان من جُملة صفاته أنَّه تنام عيناه ولا ينام قلبُه، وكذلك الأنبياء؛ فقال: (باب كان النَّبيُّ صلعم تنام عينه ولا ينام قلبه)، وكان ذلك من خصائص الأنبياء ‰؛ فأعقبه بقوله: (باب علامات النبوة في الإسلام)، وكان ذلك معروفًا عند أهل الكتاب؛ فقال: (باب قول الله ╡ : {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} [البقرة:146])، وكان لأهل الكتاب أمرٌ يَرجعون إليه، والمشركون لا كتابَ لهم يَرجعون إليه؛ فقال: (باب سؤال المشركين / أنْ يُريهم النَّبيُّ صلعم آيةً، فأراهم انشقاقَ القمر)، وكانت الصحابة الذين آمنوا به، وحصلت لهم فضيلةٌ برؤيته لهم فضائل؛ فقال: (باب فضائل أصحاب النَّبيِّ صلعم )، وكان المهاجرون منهم لهم مناقب وفضائل ليست لغيرهم؛ فترجم: (مناقب المهاجرين وفضلهم)، وكان رأسُ المهاجرين أبا بكر ☺ أفضلَ الناس بعد الأنبياء والمرسلين؛ فقال: (باب فضل أبي بكر بعد النَّبيِّ صلعم )، وكانت له زيادة على الصُّحبة؛ الأخوَّة، من غير أنْ يتَّخذه النَّبيُّ صلعم خليلًا؛ فقال: (باب قول النَّبيِّ صلعم : «لو كنتُ متَّخِذًا خليلًا...»)، وذَكر في ذلك أحاديثَ، من جُملتها ما يتعلَّق به وبعمرَ بن الخطَّاب ☻ ، وكان عمرُ هو التالي في الفضيلة والخلافة؛ فترجم: (مناقب عمر بن الخطاب ☺ )، وكان الثالثَ له في الفضيلة والخلافة عثمانُ ☺ ؛ فترجم: (مناقب عثمان ☺ )، ثم ذَكر ما يتعلَّق ببيعتِه واتِّفاقِ الناس عليه، وكان رابعَهم في الخلافة والفضيلة عليُّ بن أبي طالب؛ فترجم: (مناقب علي بن أبي طالب ☺ )، وكان من أقرب الناس بعدَ الأولاد؛ فترجم: (مناقب قرابة النَّبيِّ صلعم )، وكان الزبيرُ ابنَ عمَّة النَّبيِّ صلعم ، وأَحَد العشرة المشهودِ لهم بالجنة؛ فترجم: (مناقب الزبير بن العوام ☺ )، وإنَّما قدَّم الزبيرَ على طلحةَ لقرابة الزبير من النَّبيِّ صلعم ؛ لأنه ابنُ عمَّته، وقد ترجم قبل ترجمة الزبير: (مناقب قرابة النَّبيِّ صلعم )، وأردف ذلك بمناقب الزبير، وأيضًا فإنَّ الزبيرَ يلتقي مع النَّبي صلعم في الأب الخامس وهو قُصَي؛ فإنَّه: الزبير بن العَوَّام بن خُوَيْلِد بن أسَد بن عبد العُزى بن قُصَيٍّ، / وطلحةُ يلتقي مع النَّبيِّ صلعم في الأب السابع؛ فأردف مناقبَ الزبير بمناقب طلحة بن عبد الله، وأردف ذلك بمناقب سعد بن أبي وَقَّاصٍ، على ما اشتُهِر من ترتيب العشرة، ولم يتعرَّض لمناقب سعيد بن زيدٍ، وكذلك لم يتعرَّض لمناقب عبد الرحمن بن عوفٍ، وكأنَّه لم يصحَّ عندَهما على شَرْطهما في مناقبهما حديثٌ.
          وكانت الصَّهَارة تاليةً للنسب، قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا} [الفرقان:54]؛ فقال: (باب ذِكر أصهار النَّبيِّ صلعم ).
          وكان الولاءُ لُحْمةً؛ كلُحمة النسب؛ فقال: (باب مناقب زيد بن حارثة مولى النَّبيِّ صلعم )، ثم أردفه بقوله: (باب ذِكر أسامة بن زيد)، وكان قد أخرج في هذا الباب عن ابن عمر؛ أنَّه قال عن محمد بن أسامة: لو رأى رسولُ الله صلعم هذا لأَحَبَّه؛ فقال: (باب مناقب عبد الله بن عمر)، وأخرج فيه: «عبدُ الله رجلٌ صالحٌ»، ومَن شهد فيه النَّبيُّ صلعم _بالفِرَاسة_ بالصَّلاح، ففِراسته وتوسُّمه معمولٌ بهما، وكان قد اجتمع لابن عمرَ الفِراسة؛ وهي السِّرُّ، والإجارة من النَّار؛ وذلك إجارةٌ من الشيطان؛ فأردف ذلك بقوله: (باب مناقب عمَّارٍ وحُذيفة)؛ بسبب أنَّ عمارًا أُجِيرَ من النار، وأنَّ حُذيفةَ صاحبُ الأسرار.
          فلما قَضى الكلامَ على الأصهار، وعلى الموالي الأبرار، وعلى ما يتعلَّق بالصلاح والإيثار، والإجارة من الشيطان والنار، وكان ذلك من جملة الأمانة التي بها النجاحُ؛ أردف ذلك بمناقب [أبي] عُبيدة بن الجَرَّاح.
          وكانت القرابةُ لرسول الله صلعم ، مَرَّةً تكون بالعُصُوبة، ومرَّةً تكون من جهة الرَّحِم، وانقضت تراجمُ العَصَبات ومَن أُلحِق بهم وما يَتبع ذلك _على ما ظَهَر من المسالك_؛ أردفه بقرابة الرَّحِم المخصوص بنسبتها إليه صلعم ؛ فقال: (باب مناقب الحسن / والحسين ☻ )، وكان الحسن قد أَغمد اللهُ به سيفَ الفتنة بين الفِئَتَين العظيمَتين اللَّتين هُما كلُّ المسلمين، وكان خالد بن الوليد سيفًا سَلَّه الله على الفئتَين:الكافِرين والمنافِقين؛ أردف ذلك بقوله: (باب مناقب خالد بن الوليد)، وكان سيفُ الله المسلولُ إنَّما هو لإعلاء الدِّين الذي جاء به الرسولُ سيدنا محمدٌ صلعم وشرَّف وكرَّم، وكان الذي جاء به القرآنَ، وشِعارُه الأَذَان؛ فأردف ذلك بترجمة مناقب كبيرٍ في القُرَّاء؛ وهو سالمٌ مولى أبي حُذيفة، ثم أردفها بمناقب كبيرٍ في المؤذِّنين؛ وهو بلال بن رَبَاح، ثم مناقب عبد الله بن مسعود؛ وهو كبيرٌ في القراء والفقهاء، وخَتَم مناقبَ الرجال بكُتَّاب الوحي؛ فقال: (باب ذِكر معاوية ☺ ).
          ثم أخذ في ذِكر مناقب النساء؛ فبدأ بأفضلهنَّ؛ وهي فاطمة ♦ ، بنت سيد الأولين والآخرين عليه أفضل الصَّلاة والتسليم، وأعظم البركات والتكريم.
          ثم أردف ذلك بأفضل زوجاته التي تُوُفِّي عنهنَّ؛ فقال: (باب فضل عائشة ♦ ).
          وكان بعدَ المهاجرين يُذكَر الأنصارُ؛ فقال: (باب مناقب الأنصار)، ثم: (باب قول النَّبي صلعم للأنصار: «لولا الهجرةُ لكنت امرَأً من الأنصار»)، ثم: (قول النَّبيِّ صلعم للأنصار: «أنتم أحبُّ الناس إليَّ»)، ثم: (باب أتباع الأنصار)، ثم: (باب فضل دُور الأنصار)، ثم: (باب قول النَّبيِّ صلعم للأنصار: «اصبروا حتى تَلقَوني على الحوض»)، ثم: (باب دعاء النَّبيِّ صلعم للأنصار والمهاجِرة)، ثم: (باب قول الله ╡ : {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} [الحشر:9])، ثم: (باب قول النَّبيِّ صلعم : «اقبَلُوا من مُحسِنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم»).
          ثم أردف ذلك بمناقب رجالٍ من / الأنصار؛ فبدأ بمَن اهتزَّ العرشُ لموته؛ فقال: (باب مناقب سعد بن مُعاذٍ ☺ )، ثم مناقب رجَلين أُعطِيَا نورَين؛ وهما: أُسَيْد بن حُضَيْرٍ، وعَبَّاد بن بَشيرٍ ☻ ، ثم مناقب مُعاذ بن جَبَل، ثم مناقب سعد بن عُبَادة، ثم مناقب أُبَيِّ بن كَعْبٍ، ثم مناقب زيد بن ثابتٍ، ثم مناقب أبي طلحة وكان لزوجته أمِّ سُلَيم معه منقبةٌ؛ فقال: (باب ذِكر أمِّ سُلَيمٍ)، ثم مناقب عبد الله بن سَلاَم.
          ولما قضى مناقبَ الأنصار؛ ترجم على مناقبَ لأصحابها خصائص، فمن ذلك قوله: (باب تزويج النَّبيِّ صلعم خديجةَ وفضلها)، ولخديجة ♦ خصوصيَّةٌ بتزويج النَّبيِّ صلعم إيَّاها، ولم يتزوَّج قبلها ولا عليها، وقد ماتت في حياته، وقد ذهب جماعةٌ من العلماء إلى أنَّ مَن توفِّي من الصحابة في حياة النَّبيِّ صلعم فهو أفضل ممَّن بقي بعده، وهذا الإطلاق ليس معمولًا به، ولكنْ إذا أخذناه في خديجة بالنسبة إلى بقية النساء غير بنات النَّبيِّ صلعم ؛ فهي أفضل، [وأيضًا فإنَّ إسلام خديجة متقدِّمٌ؛ كما في حديث حِرَاء في (مبدأ الوحي)](1).
          وكان لجَرير بن عبد الله البَجَلي خصوصيَّةٌ؛ بأنَّ النَّبيَّ صلعم لم يحجبه منذ أسلم، ولا رآه إلَّا ضحك؛ فقال: (باب ذِكر أبي عبد الله البَجَلي).
          وكان لحُذيفة بن اليَمَان خصوصيَّةٌ بالسِّرِّ، ولوالده خصوصيَّةٌ؛ بأنَّه قتله بعضُ المسلمين بأُحُدٍ خطأً، وأنَّ حُذيفةَ دعا لقاتله بالمغفرة، وكان قد مضى ذِكر حُذيفة مع عمَّارٍ؛ فذكره من أجل قضية والده في أُحُدٍ؛ فقال: (باب ذِكر حُذيفة بن اليَمَان العَبْسيِّ ☻ ).
          وكان من جملة ما جرى في أحُدٍ: ما اتَّفق من هند بنت عُتْبة بن رَبيعة زوجِ أبي سفيان، ثم إنَّها أسلَمت، وقالت: / ما كان على ظهر الأرض... إلى آخره؛ فقال: (باب ذِكر هند بنت عُتْبة بن ربيعة زوج أبي سفيان).
          وكان من جملة مَن له خصوصيَّةٌ عظيمةٌ: زيدُ بن عمرو بن نُفَيْلٍ، وهو من جملة مَن لَقي النَّبيَّ صلعم قبل البعثة، وكان زيدٌ على دِين إبراهيم صلعم ؛ فقال: (باب حديث زيد بن عمرو بن نُفَيْل)، وفي نسخةٍ: (مناقب).
          وكان من جملة ما جرى قبل البعثة ممَّا حَضَره النَّبيُّ صلعم : بناءُ الكعبة؛ فقال: (باب بُنْيان الكعبة)، ولم يكن ذلك في أيَّام الإسلام؛ فقال: (باب أيام الجاهليَّة).
          ثم ذَكر ما يتعلَّق بالبعثة التي أزالت جهلَ الجاهليَّة، وأبانت العلومَ والطريقةَ المرضيَّةَ؛ فقال: (باب مَبعث النَّبيِّ صلعم ).
          ولمَّا بُعث النبيُّ صلعم ؛ لَقي هو وأصحابُه من المشركين بمكَّة [الأذى؛ فقال: (باب ما لَقي النَّبيُّ صلعم وأصحابه من المشركين بمكَّة)](2).
          ثم ترجم على بعض مَن حصل له من المشركين الأذى، وفيه إشارةٌ إلى تقدُّم إسلامه، وكان أقدمُ الرجال إسلامًا أبا بكر الصِّدِّيق ☺ ؛ فقال: (باب إسلام أبي بكر ☺ )، ثم: (باب إسلام سعد بن أبي وَقَّاص)، وكان أشدُّ ما لَقي النبيُّ صلعم من المشركين: ما جرى يومَ الطائف، ولمَّا رجع من الطائف إلى مكَّة كان إسلامُ الجِنِّ؛ فقال: (باب ذِكر الجِنِّ، وقول الله ╡ : {قُلْ أُوحِيَ} إلى قوله: {عَجَبًا} [الجن:1]).
          ثم أردف ذلك بمَن لَقي بإظهار إسلامه الأذى؛ فقال: (باب إسلام أبي ذَرٍّ ☺ )، ثم: (باب إسلام سعيد بن زيدٍ)، وأخرج فيه قولَ سعيد: والله، لقد رأيتني وأنَّ عمرَ لمُوثِقي على الإسلام، قبل أنْ يُسْلِم عمرُ؛ فأردف ذلك بقوله: (باب إسلام عمر بن الخَطَّاب ☺ )، وكان لإسلامِ عمرَ سببٌ فيه إعجازٌ سمعه عمرُ ☺ عند ذبح العجل؛ فأردف ذلك بالمعجزة التي ظهرت بمكة في الفلك العلويِّ، / لمَّا سأل أهلُ مكة رسولَ الله صلعم أنْ يُرِيَهم آيةً؛ فقال: (باب انشقاق القمر)، ولمَّا آذَى المشركون المسلمين هاجر بعضُهم إلى الحبشة؛ فقال: (باب هجرة الحَبَشة)، وكان النَّجَاشي قد أحسنَ إلى المهاجرين، وآمَن بسيد الأوَّلين والآخِرين عليه أفضل الصَّلاة والتسليم وأعظم البركات والتكريم، وكان النَّبيُّ صلعم بعد وفاة النجاشيِّ، أخبَرَ بصلاحه وبأخوَّتِه للمؤمنين، وصلَّى عليه، وصَفَّ الصحابةَ خلفَه؛ فقال: (باب موت النَّجَاشي)، فهذا ما يتعلَّق بالحَبَشة.
          ثم دعا إلى ما جرى من المشركين مِن تقاسُمهم على النَّبي صلعم ؛ فقال: (باب تقاسُم المشركين على النَّبيِّ صلعم )، وكان أبو طالب يَحُوط النَّبيَّ صلعم ، ويغضب للنَّبيِّ صلعم ؛ فقال: (باب قِصة أبي طالب).
          وكان من جملة الأمور العظيمة، والخصوصيَّة الجسيمة الجارية بمكَّة: الإسراءُ؛ فقال: (باب حديث الإسراء)، وكان المِعراج قَدْرًا زائدًا على الإسراء؛ فقال: (باب حديث المِعراج)، وكان ذلك في أواخر مُدة إقامة النَّبي صلعم بمكة بعد البعثة، ومن جملة الأواخر في ذلك: وفودُ الأنصار؛ فقال: (باب وُفود الأنصار إلى النَّبيِّ صلعم بمكة في بيعة العَقَبة)، وكان من جملة الأواخر بمكة: تزويجُ النَّبيِّ صلعم بعائشة ♦ ، وقدومُها المدينة، وبِناؤه بها.
          وكان الذي بالمدينة بعد الهجرة؛ فقال: (باب هجرة النَّبيِّ صلعم وأصحابه بالمدينة)، وكان المُهاجِرُ قد يرجع إلى مكة لنُسُكٍ، فلَم يُقِم بعد قضاء نُسُكه؛ فقال: (باب إقامة المهاجِر / بمكَّة بعد قضاء نُسُكه)، ثم: (باب قول النَّبيِّ صلعم : «اللهمَّ أمْضِ لأصحابي(3) هجرتَهم»، ومرثيَّته لمَن مات بمكة).
          وكان من جملة ما جرى بعد مَقْدَم النَّبيِّ صلعم المدينةَ أنْ آخى بين أصحابه؛ فقال: (باب كيف آخى النَّبيُّ صلعم بين أصحابه)، ثم بيان إتيان اليهود النَّبيَّ صلعم حين قدم المدينةَ، وكان من جملة مَن أسلم بالمدينة: سَلمان؛ فقال: (باب إسلام سلمان ☺ )،


[1] ما بين المعقوفتين، سقط من الأصل، والمثبت أليَق بالسياق، وهو قريب ممَّا ذكره الحافظ ابن حجر ملخَّصًا عن المصنف في «مقدمة فتح الباري» ص472.
[2] ما بين معقوفين تأخر في الأصل فجاء بعد قوله: ((ولا رآه إلا ضحك)).
[3] في الأصل: ((أصحابي)).