مناسبات أبواب صحيح البخاري بعضها لبعض

المناسبات من أول الكتاب إلى آخر العبادات

          بدأ البُخاريُّ بمَبْدأ الوحيِ الذي منه منبعُ الخَيرات، وتَرجم بقوله: (باب: كيف كان بَدْءُ الوحيِ إلى رسولِ الله صلعم ؟ وقولُ الله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} الآية [النِّساء:163]).
          وكان الوحيُ أولًا بما يَقتضي الإيمانَ بالرَبِّ جلَّ جلاله وخالِقِ الخَلْق العليمِ بكلِّ شيءٍ؛ فذَكَر بعدَه: (كتابَ الإيمان).
          وكان الإيمانُ أشرفَ العلومِ، فأَعقبه بـ: (كتاب العِلم).
          وبعدَ العلمِ يكون العملُ، وأفضلُ أعمالِ المؤمن من بعدِ الإيمانِ الصَّلاةُ، ولا يُتَوَصَّل إليها إلَّا بالطَّهارة، فأعقب الإيمانَ بـ: (كتاب الطَّهارةِ)، ثم: (كتاب الصَّلاة)، ثم: (كتاب الزَّكاة)، على نِسبة ما جاء في حديث: «بُني الإسلامُ على خمسٍ...».
          واختلفت نُسخ «البخاريِّ» في الصَّوم والحجِّ؛ ففي بعضها تقديمُ الحجِّ، وفي بعضها تقديم الصَّوم، وجاء في أخرى بتقديم الحجِّ.
          والتَّرجمةُ عندَ (كتاب المَناسك)؛ ليَعُمَّ أمر الحجِّ والعُمرةِ؛ ليَتعَلَّق / بهما في آخِره: (مَن نَذَر المشيَ إلى الكعبة)، للإِمام بما يَتعلَّق بذلك من الحجِّ والعمرةِ، وأمَّا النذْرُ؛ فسيأتي الكلامُ عليه.
          وكان من متعلِّقات الحجِّ ما يَتعلَّق بزيارة النَّبيِّ صلعم ، وما يَتعلَّق بالمدينة؛ فذَكر حَرَمَ المدينة، وبقيةَ التراجم في ذلك.