مناسبات أبواب صحيح البخاري بعضها لبعض

المناسبات من اللباس إلى آخر الدعوات

          ولمَّا انقضى الكلامُ على المأكولات والمشروبات، وما يُزيل الدَّاءَ المتولِّدَ منها في الغالب، أردف ذلك باللِّباس؛ فقال: (كتاب اللِّبَاس، باب قول الله ╡ :{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ} [الأعراف:32]).
          وكان من هَيئات اللِّباس ما لا يُنهى عنه؛ فقال: (باب مَن جَرَّ إِزارَه مِن غير خُيَلاءٍ)، ثم: (باب التَّشمير في الثِّياب)، ثم: (باب ما أسفلَ مِن الكعبَين؛ فهو في النار)، ثم: (باب مَن جَرَّ ثوبَه من الخُيَلاء)، ثم: (باب الإِزار المُهَذَّب)، ثم: (باب الأَرْدِية)، ثم: (باب لُبْس القَميص)، ثم: (باب جَيب القميص من عند الصُّدُور وغيره)، ثم: (باب مَن لَبِس جُبَّةً ضَيِّقةَ الكُمَّين في السَّفر)، ثم: (باب مَن لَبِس جُبَّةً من الصُّوف في الغزو)، ثم: (باب القَبَاء، وفَرُّوج حَريرٍ؛ وهو القَبَاء)، ثم: (باب البَرَانِس)، ثم: (باب السَّرَاويل)، ثم: (باب في العَمَائم)، ثم: (باب التَّقَنُّع)، ثم: (باب المِغْفَر)، ثم: (باب البُرُد والحِبَرَة)، ثم: (باب الأَكسية والخَمَائص)، ثم: (باب اشتمال الصَّمَّاء)، ثم: (باب الاحتباء في ثَوبٍ)، ثم: (باب الخَمِيصة)، ثم: (باب الثِّياب الخُضْر)، ثم: (باب الثِّياب البِيض)، ثم: (باب لُبْس الحَرير للرجال، وقَدْر ما يَجوز منه)، ثم: (باب مَن مَسَّ الحريرَ من غير لُبْسٍ)، ثم: (باب افتراش الحرير)، ثم: (باب لُبْس القَسِّيِّ)، ثم: (باب ما يُرخَّص للرجال من الحرير للحِكَّة)، ثم: (باب الحرير للنساء)، ثم: (باب ما كان النَّبيُّ صلعم يَتجوَّز من اللِّباس / والبُسُط)، ثم: (باب ما يُدعى لمَن لَبِس ثوبًا جديدًا)، ثم: (باب النَّهي عن المُزَعْفر للرجال)، ثم: (باب الثَّوب المُزَعْفَر)، ثم: (باب الثَّوب الأحمر)، ثم: (باب المِيْثَرة(1) الحمراء)، ثم: (باب النِّعَال السَّبْتِيَّة)، ثم: (باب يَبدأ بالنَّعْل اليُمنى)، ثم: (باب لا يَمشي في نعلٍ واحدةٍ)، ثم: (باب يَنزِع نعلَه اليسرى)، ثم: (باب قِبَالان في نَعلٍ)، ثم: (باب القُبَّة الحمراء)، ثم: (باب الجلوس على الحصير)، ثم: (باب المُزَرَّر بالذَّهب)، ثم: (باب خواتيم الذَّهب)، ثم: (باب خواتيم الفِضَّة)، ثم: (باب فَصِّ الخاتم)، ثم: (باب خاتم الحديد)، ثم: (باب نَقش الخاتم)، ثم: (باب الخاتم في الخِنْصَر)، ثم: (باب اتَّخاذ الخاتم ليُختَم به الشيءُ، أو ليُكتَب به إلى أهل الكتاب وغيرهم)، ثم: (باب مَن جَعل فَصَّ الخاتم في بَطن كفِّه)، ثم: (باب قول النَّبيِّ صلعم : لا يُنقَش على نَقش خاتمِه)، ثم: (باب هل يُجعل نَقش الخاتم ثلاثَ أسطرٍ؟)، ثم: (باب الخاتم للنساء)، ثم: (باب القلائد والسِّخَاب للنساء)، ثم: (باب استعارة القلائد)، ثم: (باب القُرْط للنساء)، ثم: (باب السِّخَاب [للصِّبيان](2))، ثم: (باب المتشبِّهين بالنساء، والمتشبِّهات بالرجال)، وكان المتشبِّه من النساء بالرجال له زَجْرٌ يَخُصُّه؛ فقال: (باب إخراج المتشبِّهين بالنساء من البيوت)، ولمَّا كان اللِّباس للزِّينة، وقد قال في أوَّل (كتاب اللِّباس) ما يقتضي ذلك؛ بذِكره الآيةَ؛ وهي قوله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ} [الأعراف:32]، وكان من جملة الزِّينة أمورٌ تتعلَّق بالبَدَن؛ فقال: (باب قَصِّ الشَّارب)، ثم: (باب تقليم الأَظفار)، ثم: (باب إِعفاء اللِّحية)، ثم: (باب الخِضاب)، ثم: (باب الجَعْد)، ثم: (باب التَّلْبيد)، ثم: (باب الذَّوائب)، ثم: (باب القَزَع)، ثم: (باب ما تُطَيِّب المرأةُ زوجَها بيديها)، ثم: (باب الطِّيْب في الرَّأس)، ثم: (باب الامتشاط)، ثم: (باب ترجيل الحائض زوجَها)، ثم: (باب التَّرَجُّل والتَّيَمُّن)، / وكان من جملة ما يُتطَيَّب به: المِسْكُ؛ فقال: (باب ما يُذكر في المِسْك)، وقد ذَكر فيه ترجمةً في (الذَّبائح والصَّيد)، بعد ترجمة: (جُلود المَيْتة)؛ فقال: (باب المِسْك)؛ للإعلام بأنَّه منفصِلٌ من الحيوان، ولا يكون حُكمُه حُكمَ المَيتة، وهنا ذَكره للتَّطيُّب به؛ فقال: (باب ما يُستحَبُّ من الطِّيْب)، ثم: (باب مَن لم يَرُدَّ الطِّيبَ)، ثم: (باب الذَّرِيرة)، ثم: (باب المُتنَمِّصات)، ثم: (باب المَوصولة)، ثم: (باب الواشِمة)، ثم: (باب المُتوشِّمة)، وكان في الزِّينة قد يقع تَصاويرُ في رَقْمٍ له وتَطريزٍ؛ فقال: (باب التَّصاوير)، فعلى هذا: يكون (كتاب اللِّباس) اشتَمَل على الزِّينة وعلى التَّصاوير، ثم قال: (باب عذاب المصوِّرين يومَ القيامة)، ثم: (باب)، فذَكر فيه عذابَ المصوِّرين، وفيه: «يُقال لهم: أَحْيُوا ما خَلَقتُم»، ثم: (باب نَقْص الصُّوَر)، ثم: (باب ما وُطِئَ من التَّصاوير)، ثم: (باب مَن كَرِه القُعُودَ على الصُّوَر)، ثم: (باب كراهية الصَّلاة في التَّصاوير)، ثم: (باب لا تَدخل الملائكةُ بيتًا فيه صُورةٌ)، ثم: (باب مَن لَعَن المصوِّرَ)، ثم: (باب مَن صَوَّر صورةً كُلِّف يومَ القيامة أنْ يَنفُخ فيه الرُّوحَ، وليس بنافخٍ)، وكان للِّباسِ والزِّينة هَيئاتٌ، منها سُنَّةٌ، ومنها مُباحٌ، ومنها مُحرَّمٌ، فأردف ذلك بهيئاتٍ؛ فقال: (باب الارتِداف على الدَّابَّة)، ثم: (باب الثَّلاثة على الدَّابَّة)، ثم: (باب حَمْل صاحب الدَّابَّة غيرَه بينَ يدَيه)، ثم: (إرداف الرجل خلفَ الرجل)، ثم: (باب الاستلقاء ووَضْع الرِّجْل على الأُخرى).
          وهذه التَّراجم كلُّها تقتضي آدابًا في النَّفْس، فأردف ذلك بما يتعلَّق بالآداب مع غير النَّفس؛ فقال: (كتاب الآداب).
          وكان أحقُّ الأُدَّابِ بالأدب معه الوالدَين؛ فقال: (باب قول الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} [العنكبوت:8])، ثم: (باب مَن أحقُّ النَّاسِ بحُسن الصُّحبة)، ثم: (باب لا يُجاهِد إلَّا بإذن الأبوَين)، ثم: (باب لا يَسُبُّ الرجلُ والدَيه)، ثم: (باب إجابة دُعاء مَن بَرَّ والدَيه)، ثم: (باب عُقُوق / الوالدين من الكبائر)، ثم: (باب صِلَة الوالد المُشرِك)، ثم: (باب صِلَة المرأة أمَّها، ولها زَوجٌ)، ثم: (باب صِلة الأخ المُشرِك)، ثم: (باب فَضل صِلة الرَّحِم)، ثم: (باب إِثم المقاطِع)، ثم: (باب مَن بُسِط له في الرِّزق بصِلة الرَّحِم)، ثم: (باب مَن وَصَل وَصَله الله)، ثم: (باب تُبَلُّ الرَّحِمُ ببَلاَلها)، ثم: (باب ليس الواصلُ بالمُكافِئ)، ثم: (باب مَن وَصل رَحِمَه في الشِّرْك ثم أسَلَم)، ثم: (باب مَن تَرَك صَبِيَّةَ غيرِه حتى تَلعَب به، أو قَبَّلها، أو مازَحها)، ثم: (باب رحمة الوَالَد ثم تقبيله ومعانَقته)، ثم: (باب «جَعَل اللهُ الرَّحمةَ في مئة جُزءٍ»)، ثم: (باب قَتل الوَلَد خَشيةَ أنْ يأكل معه)، ثم: (باب وَضع الصَّبِيِّ في الحِجْر)، ثم: (باب وضع الصَّبيِّ على الفَخِذ)، ثم: (باب حُسن العَهد من الإيمان)، ثم: (باب فَضل مَن يَعُول يتيمًا)، ثم: (باب السَّاعي على الأرملة)، ثم: (باب السَّاعي على المسكين)، ثم: (باب رحمة الناس والبهائم)، وفي بعض النُّسخ: (كتاب البِرِّ والصِّلة)، ثم: (الوُصَاة بالجَار)، ثم: (باب إِثم مَن لا يَأمَنُ جارُه بوائِقَه)، ثم: (باب لا تُحقِرَنْ جارَةٌ لجارَتها)، ثم: (باب «مَن كان يُؤْمِن بالله واليوم الآخِر؛ فلا يُؤذي جارَه»)، ثم: (باب حَقِّ الجِوَار، وقُرْب الأبواب)، ثم: (باب طِيْب الكلام)، ثم: (باب الرِّفق في الأمر كلِّه)، ثم: (باب تَعاوُن المؤمنين بعضهم بعضًا)، ثم: (باب قول الله تعالى: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا} [النساء:85])، ثم: (باب لم يَكن النَّبيُّ صلعم فاحِشًا ولا مُتفَحِّشًا)، ثم: (باب حُسن الخُلُق، والسَّخَاء، وما يُكره مِن البُخل)، ثم: (باب كيف يكون الرجل في أهله؟)، ثم: (باب المِقَةُ من الله)، والمِقَة _التي ترجَم عليها البخاريُّ_ بكسر الميم؛ وهي المَحَبَّة، والماضي منها وَمِق.
          ولمَّا ذكر حبَّ الله لعَبْده؛ ذَكر الحبَّ في الله؛ فقال: (باب الحُبِّ في الله)، ثم: (باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ} الآية [الحجرات:11])، ثم: (باب ما يُنهَى من السِّبَاب / واللَّعْن)، ثم: (باب ما يَجوز من ذِكر النِّساء)، ثم: (باب الغِيْبة)، وليس منها تفضيلُ بعضٍ على بعضٍ؛ فقال: (باب قول النَّبيِّ صلعم : «خَيرُ دُورِ الأنصار»)، ثم: (باب ما يجوز من اغتياب أهل الفَسَاد والرِّيْبة)، ثم: (باب النَّميمة من الكبائر)، ثم: (باب ما يُكرَه من النَّميمة)، ثم: (باب قول الله ╡ : {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج:30])، ثم: (باب ما قِيل في ذي الوجهَين)، ثم: (باب مَن أَخبَر صاحبَه بما يُقال فيه)، ثم: (باب ما كُرِه من التَّمازُح)، ثم: (باب مَن أثنى على أخيه بما يَعلم)، ثم: (باب قول الله ╡ : {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} الآية [النحل:90])، ثم: (باب ما يُنهى من التَّحاسُد والتَّدابُر)، ثم: (باب {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ} [الحجرات:12])، ثم: (باب ما يُكرَه من الظَّنِّ)، ثم: (باب سَتْر المؤمن على نفسه)، ثم: (باب الكِبْر)، ثم: (باب الهَجْر، وقول النَّبيِّ صلعم : «لا يَحِلُّ لرجلٍ أنْ يَهجُر أخاه فوقَ ثلاثٍ»)، ثم: (باب ما يجوز من الهِجْران لمَن عَصاه)، ثم: (باب هل يَزور صاحبَه كلَّ يومٍ، أو بُكرةً وعَشِيًّا؟)، ثم: (باب الإِخاء والحِلْف)، ثم: (باب التَّبَسُّم والضَّحِك)، ثم: (باب قول الله ╡ : {اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة:119])، ثم: (باب الهَدْي الصَّالح)، ثم: (باب الصَّبر على الأذى، وقول الله ╡ : {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزُّمَر:10])، ثم: (باب مَن كَفَّر أخاه بغير تأويلٍ)، ثم: (باب مَن لم يَرَ إكفارَ مَن قال ذلك متأوِّلًا أو جاهلًا)، ثم: (باب ما يَجوز من الغَضَب)، ثم: (باب التَّحذير من الغَضَب)، ثم: (باب الحَيَاء)، ثم: (باب إذا لم تَستَحِ؛ فاصنَعْ ما شِئتَ)، ثم: (باب قول النَّبيَّ صلعم : «يَسِّروا ولا تُعَسِّروا»، وكان يُحِبُّ التَّخفيفَ والتَّيسيرَ على النَّاس)، ثم: (باب الانبساط إلى الناس)، ثم: (باب المُدَاراة [مع](3) الناس)، ثم: (باب «لا يُلدَغ المؤمنُ من جُحْرٍ مرَّتين»)، ثم: (باب حقِّ الضَّيف)، ثم: (باب إكرام الضَّيف، وخِدْمته إيَّاه بنفسه، وقوله تعالى: {ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} [الذَّاريات:24])، ثم: (باب صُنْع الطَّعام)، / ثم: (باب ما يُكرَه من الغضب والجَزَع عند الضَّيف)، ثم: (باب قول الضَّيف لصاحبه: لا آكُل حتَّى تأكُل فيه)، (باب إكرام الكبير، ويَبدأ الأكبرُ بالكلام والسُّؤَال)، (باب ما يَجوز من الشِّعْر والرَّجَز)، (باب هِجَاء المشركين)، (باب ما يُكرَه أنْ يكون الغالبَ على الإنسان الشِّعْرُ حتى يَصُدَّه عن ذِكر الله والعِلم والقرآن)، ثم: (باب قول النَّبيِّ صلعم : «تَرِبَتْ يَمينُك» و«عَقْرًا حَلْقا»)، ثم: (باب ما جاء في: زَعَمُوا)، ثم: (باب ما جاء في قول الرجل: وَيْلَك!)، وكان في قصَّة أنسٍ أنَّ رجلًا من أهل البادية جاء إلى النَّبيِّ صلعم ، فقال: يا رسول الله؛ متى السَّاعةُ قائمةٌ؟، قال: «وَيْلَك! ومَا أَعْدَدْتَ لها؟»، قال: ما أَعددْتُ لها إلَّا أنْ أُحِبَّ اللهَ ورسولَه، قال: «إنَّكَ(4) مع مَن أحْبَبتَ»؛ فأردف ذلك بقوله: (باب عَلاَمَة الحبِّ في الله)، ثم عاد إلى الألفاظ التي يَفعلها بغيره؛ فقال: (باب قول الرجل للرجل: اخْسَأ)، ثم: (باب قول الرجل: مَرْحبًا)، ثم: (باب يُدعَى الناسُ بآبائهم)، ثم: (باب لا يَقول الإنسانُ: خَبُثَت(5) نفسي)، ثم: (باب «لا تَسُبُّوا الدَّهرَ»)، ثم: (باب قول النَّبيِّ صلعم : «إنَّما الكَرم قَلْبُ المؤمن»)، ثم: (باب قول الرجل: [فِدَاكَ] أبي وأمِّي)، ثم: (باب قول الرجل: جَعَلني اللهُ فِدَاك)، ثم: (باب أحَبِّ الأسماء إلى الله ╡ )، ثم: (باب قول النَّبيِّ صلعم : «سَمُّوا باسمي، ولا تَكَنَّوا بكُنيتي»)، ثم: (باب اسم الحَزْن)، ثم: (باب تَحويل الاسم إلى اسمٍ أحسَن منه)، ثم: (باب مَن سَمَّى بأسماء الأنبياء)، ثم: (باب مَن دَعا صاحبَه فنَقَص من اسمه حَرفًا)، ثم: (باب الكُنية للصَّبيِّ)، ثم: (باب التكَنِّي بأبي تُرَابٍ، وإنْ كان له كُنيةٌ أخرى)، ثم: (باب أبغَضِ الأسماء إلى الله ╡ )، ثم: (باب كُنية المُشرِك)، ثم: (باب المَعَارِيض مَنْدُوحةٌ عن الكَذِب)، ثم: (باب قول الرجل للشَّيءِ: ليس بشيءٍ، وهو يَنوي أنَّه ليس بحَقٍّ)، ثم: (باب رَفْع البَصَر إلى السَّماء)، ثم: (باب مَن نَكَث العُوْدَ في الماء والطِّين)، ثم: (باب الرجل / ينْكُث الشَّيءَ بيَدِه في الأرض)، ثم: (باب التَّكبير والتَّسبيح عند التعَجُّب)، ثم: (باب النَّهي عن الخذْف(6))، ثم: (باب الحَمد للعاطس)، ثم: (باب تَشْمِيت العاطس)، ثم: (باب ما يُسْتَحَبُّ من العُطَاس، ويُكرَه من التَّثَاؤُب)، ثم: (باب إذا عَطَس؛ كيف يُشَمَّت؟)، ثم: (باب لا يُشَمَّت العاطسُ إذا لم يَحمَد اللهَ تعالى)، ثم: (باب إذا تَثَاءَب؛ فليَضَع يدَه على فِيه).
          فلمَّا تَمَّت تراجم الآداب، وما فيها من البِرِّ والصِّلَة، وكان ذلك ممَّا يتعلَّق بالآداب في أنفُسِنا، وفي الصُّحبة والخُلْطة، وما يتعلَّق بذلك؛ أردفه بما يتعلَّق بآداب مَن جاء إلى قومٍ، وأراد غيرَه؛ كيف يَصنَع؟؛ فقال: (كتاب الاستئذان)، ثم: (باب بَدْء السَّلام)، ثم: (باب قوله تعالى: {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ} إلى قوله: {وَمَا تَكْتُمُونَ} [النُّور:27-29])، ثم: (باب السَّلام اسمٌ من أسماء الله)، ثم: (باب تسليم القليل على الكثير)، ثم: (باب تسليم الرَّاكب على الماشي)، ثم: (باب تسليم الماشي على القاعد)، ثم: (باب تسليم الصَّغير على الكبير)، ثم: (باب إفشاء السَّلام)، ثم: (باب السَّلام إلى المعرفة وغير المعرفة)، ثم: (باب آية الحِجَاب)، ثم: (باب الاستئذان من أجْل البَصَر)، وكان البَصَر له زِنًى، وكذلك بقيَّة الجَوَارح غيرِ الفَرْج؛ فقال: (باب زِنَى الجَوَارح دونَ الفَرْج)، ثم: (باب التَّسليم)، ثم: (باب إذا دُعِي الرجلُ فجاء؛ هل يَستأذِن؟)، ثم: (باب التَّسليم على الصِّبيان)، ثم: (باب تسليم الرجال على النساء، والنساء على الرجال)، ثم: (باب إذا قال: مَن ذا؟ قال: أنا)، ثم: (باب مَن رَدَّ فقال: عليك السَّلام)، (باب إذا قال: فلانٌ يَقرأ عليك السَّلامَ)، (باب التَّسليم في مَجلِس فيه أَخْلاطُ المسلمين والمشركين)، (باب مَن لَم يُسَلِّم على مَن اقتَرَف ذَنْبًا، ولم يَرُدَّ سلامَه حتى تتَبَيَّن توبتُه، وإلى متى توبة العاصي؟)، (باب كَيف الرَّد على أهل الذِّمَّة بالسَّلام)، (باب مَن نَظر في كتاب مَن يُحذَر [على](7) المسلمِين؛ ليَستَبِينَ أمرَه)، (باب كيف يُكتَب إلى أهل / الكِتَاب؟)، (باب بمَن يُبدأ في الكِتَاب)، (باب قول النَّبيِّ صلعم : «قُومُوا إلى سَيِّدكم»)، (باب المُصافَحة)، (باب الأَخْذ باليَد، وصافَح حَمَّادُ بنُ زَيدٍ ابنَ المُبارَك بيدَيه)، (باب المُعانَقة، وقول الرجل: كيف أَصبَحتَ؟)، (باب مَن أجاب: لَبَّيْك وسَعْدَيك)، وكان هذا ممَّا يَسُرُّ، فذَكر بعدَه ما يَضُرُّ؛ فقال: (باب لا يُقِيم الرجلُ في مَجلِسه)، ثم عاد إلى ما يتعلَّق بالمجالس؛ من جهة أنَّ الاستئذانَ والسَّلامَ يتعلَّقان بذلك؛ فقال: (باب {إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا} [المجادلة:11])، (باب مَن قام مِن مَجلسه أو بيته ولم يستأذِن أصحابَه، أو تَهيَّأ للقيام ليَقومَ الناسُ)، (باب الاحتِبَاء باليد، وهو مِن القُرْفُصَاء)، (باب مَن اتَّكَأ بين يَدَي أصحابه)، (باب مَن أسرَع في مَشيِه لحَاجةٍ أو قَصْدٍ)، (باب السَّرير)، (باب مَن أُلْقي له وِسَادةٌ)، (باب القَائِلة بعد الجُمُعة)، (باب القائلة في المسجد)، (باب مَن [زارَ](8) قومًا فَقَال عندَهم)، (باب الجلوس كَيفما تَيَسَّر)، (باب مَن ناجَى بين يَدَي الناس ولم يُخبِر [بِسِرِّ](9) صاحبَه، فإذا ماتَ؛ أخبَر به)، (باب الاستلقاء)، (باب لا يَتَناجى اثنان دونَ ثالثٍ)، (باب حِفْظ السِّرِّ)، (باب إذا كانوا أكثرَ من ثلاثةٍ)، (باب طُول النَّجْوى)، (باب لا تُترَك النَّارُ في البيت عندَ النَّوم)، (باب غَلْق الأبواب باللَّيل).
          ولمَّا ذَكر ما يتعلَّق بمناجاة اثنين دون ثالثٍ؛ لِمَا فيه من إِيْغار الصَّدْر، والمقصودُ إصلاحُ ذات البَيْن، أعْقَبه بإصلاح ما يتعلَّق بأهل البيت؛ كمَا سَبَق، ثم بإصلاحٍ يتعلَّق بالإنسان في نَفسه؛ [فقال]: (باب الخِتَان بعدَ الكِبَر ونَتْف الإِبِط)، ثم: (باب كلِّ لَهوٍ باطلٌ إذا شَغَله عن الله تعالى، ومَن قال لصاحبه: تَعَالَ؛ أُقَامِرْك)، ثم: (باب ما جاء في البِنَاء(10)).
          وكان الاستئذان سَببًا لفتح أبواب المساكِن السُّفْليَّة، أردفه بالدَّعَوَات التي هي سببُ أبواب الأفلاك العُلْوِيَّة؛ فقال: / (كتاب الدَّعَوَات).
          وكان أفضلَ الدُّعاءِ دعاءُ الأنبياء؛ فقال: (باب لكلِّ نبيٍّ دعوةٌ مُستجابةٌ)، وكان الدُّعاءُ والرَّجاء سَببًا للغُفران؛ لقوله صلعم : «يقول الله ╡ : إنَّك ما دَعَوتَني ورَجَوتني؛ غَفَرتُ لك على ما كان مِنكَ ولا أُبالي»(11)؛ فأعقب البخاريُّ ما سبَق بقوله: (باب فَضل الاستغفار، وقوله تعالى: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} الآية [نوح:12]، وقوله: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} الآية [آل عمران:135])، وكان الاستغفار قد لا يكون عن ذنبٍ؛ لرَفْع الدَّرَجات والتقرُّب؛ فقال: (باب استغفار النَّبيِّ صلعم في اليوم واللَّيلة)، كان الاستغفار سَبَبًا لهَدْم الذنوب، وهو تَوبةٌ؛ فقال: (باب التوبة)، وكان من الأذكار ما يَقتضي حُصولَ مَرتَبةٍ عظيمةٍ لقائلها، وهو نوعٌ من الدُّعاء، وكان ذلك عند الاضطجاع للنَّوم على الشِّقِّ الأيمن...(12)، ثم: (باب الدُّعاء إذا انتبه في اللَّيل)، ثم: (باب التَّكبير والتَّسبيح عند المَنَام)، ثم: (باب التعَوُّذ والقراءة عند المنام)، ثم: (باب)، فذَكر فيه: «إذا أَوَى أحدُكم إلى فِرَاشه؛ فليَنْفُض فِرَاشَه بداخل إِزاره؛ فإنَّه لا يَدرِي ما خَلَفَه عليه، ثم يَقول: باسمِكَ رَبِّي...»؛ الحديثَ، ثم: (باب الدُّعاء نِصفَ اللَّيل)، ثم: (باب الدُّعاء عند الخَلاَء)، ثم: (باب ما يقول إذا أَصبَح)، ثم: (باب الدُّعاء في الصلاة)، ثم: (باب قوله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} [التَّوبة:103]، ومَن خَصَّ أخاه بالدُّعاء دونَ نفسه)، ثم: (باب ما يُكرَه من السَّجَع في الدُّعاء)، ثم: (باب «ليَعْزِم المَسألةَ؛ فإنَّه لا مُكرِهَ(13) له»)، ثم: (باب يُستَجاب للعَبد ما لم يَعجَل)، ثم: (باب رَفْع الأيدي في الدُّعاء)، ثم: (باب الدُّعاء [غير] مُستَقبِلَ(14) القِبْلة)، ثم: (باب دعوة النَّبيِّ صلعم لخادِمه بطُول العُمر وكَثرة مالِه)، ثم: (باب الدعاء عند الكَرْب)، ثم: (باب التعوُّذ من جَهْد البَلاء)، ثم: (دعاء النَّبيِّ صلعم : «اللهمَّ؛ الرَّفيقَ الأعلى»)، / ثم: (باب الدُّعاء بالموت والحياة)، ثم: (باب الدُّعاء للصِّبيان بالبَرَكة، ومَسْح رؤُوسهم)، ثم: (باب الصَّلاة على النَّبيِّ صلعم )، ثم: (باب هل يُصلَّى على غير النَّبيِّ صلعم ؟، وقوله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} [التَّوبة:103])، ثم: (باب قول النَّبيِّ صلعم : «مَن آذَيتُه؛ فاجعَلْه له زَكاةً ورَحمةً»)، ثم: (باب التَّعوُّذ من الفِتَن)، ثم: (باب التَّعوُّذ من غَلَبة الرجال)، ثم: (باب التَّعوُّذ من عَذاب القَبر)، ثم: (باب التَّعوُّذ من فِتنة المَحْيا والمَمَات)، ثم: (باب التَّعوُّذ من المَأْثَم والمَغْرَم)، ثم: (باب الاستعاذة من الجُبْن والكَسَل)، ثم: (باب التَّعوُّذ من البُخْل)، ثم: (باب الدُّعاء برَفْع الوَبَاء والوَجَع)، ثم: (باب الاستعاذة من فِتنة أَرذَلِ العُمر، ومن فتنة الدُّنيا، وعذاب القبر)، ثم: (باب الاستعاذة من فِتنة الغِنَى(15))، ثم: (باب التَّعوُّذ من فتنة الفَقْر)، ثم: (باب الدُّعاء بكثرة المال والبَرَكة)، ثم: (باب الدُّعاء بكثرة الوَلَد مع البَرَكة)، ثم: (باب الدُّعاء عند الاستخارة)، ثم: (باب الوضوء عند الدُّعاء)، ثم: (باب الدُّعاء للمتزوِّج)، ثم: (باب ما يقول إذا أَتى أهلَه)، ثم: (باب قول النَّبيِّ صلعم : «رَبَّنا آتِنا في الدُّنيا حَسَنةً»)، ثم: (باب التَّعوُّذ من فتنة الدُّنيا)، ثم: (باب تَكرار الدُّعاء)، ثم: (باب الدُّعاء على المشرِكين)، ثم: (باب الدُّعاء للمشرِكين)، ثم: (باب قول النَّبيِّ صلعم : «اللهمَّ اغفِرْ لي ما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ»)، ثم: (باب الدُّعاء في السَّاعة التي في يوم الجُمُعة)، ثم: (باب قول النَّبيِّ صلعم : «يُستَجاب لنا في اليهود، ولا يُستَجاب لهم فينا»)، وكانت اليهودُ تَحسُدنا على قولنا: آمِين؛ فأردف ذلك بقوله: (باب آمِين)، وكان أصلُ الدُّعاء والذِّكر: لا إله إلا الله؛ فقال: (باب التَّهليل)، ثم: (باب فضل التَّسبيح)، ثم: (باب فضل ذِكر الله)، ثم: (باب قول: لا حَول ولا قوَّة إلا بالله)، وكان الدعاءُ لله تعالى بأسمائه الحُسْنى؛ قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف:180 /
           فقال: (باب «لله مئةُ اسمٍ غيرَ واحدٍ»).
          وكلُّ ذلك من المَوعِظة؛ فقال: (باب المَوعِظة ساعةً بعدَ ساعةٍ).


[1] في الأصل: (الميرة).
[2] في الأصل: (للنِّساء).
[3] في الأصل: (من).
[4] في الأصل: ((إنِّي)).
[5] في الأصل: ((أحببت)).
[6] في الأصل: ((الحذف)).
[7] في الأصل: ((من)).
[8] في الأصل: ((رأى)).
[9] في الأصل: ((يخبر به)).
[10] في الأصل: ((النِّساء)).
[11] أخرجه الترمذي (3540)، من حديث أنس بن مالك ☺ ، وقال: حديث حسن غريب.
[12] كذا العبارة في الأصل، وفيها سقطٌ ظاهرٌ.
[13] في الأصل: (غير مستقبل)، وهو خطأٌ يقلب المعنى، والتصويب من «الصحيح»: باب (25)، كتاب الدعوات (80)، و«فتح الباري» 11:144.
[14] في الأصل: ((يكره)).
[15] في الأصل: ((الغنائم)).