المتواري على أبواب البخاري

باب طول القيام في صلاة الليل

          ░9▒ باب طول القيام في صلاة اللَّيل
          96- فيه عبد الله قال: «صَلَّيت مع النَّبيِّ صلعم ، فلم يَزَلْ قائماً حتَّى (لقد هممتُ بأمر سوء، قلنا: وما هَمَمتَ به؟ قال): هممت أن أقعد وأذَرَ النَّبيَّ صلعم ». [خ¦1135].
          97- وفيه حذيفة: «أنَّ النَّبيَّ صلعم كان إذا قام للتَّهجُّد(1) يَشُوص فاه بالسِّواك». [خ¦1136].
          (إنْ قلتَ)(2): ما وجه دخول حديث حذيفة في التَّرجمة، ومضمونها طول قيام اللَّيل، / وإنَّما (في)(3) الحديث السَّواك باللَّيل؟ قلتُ: قد استشكله ابن بطَّالٍ، حتَّى [عدَّ] ذِكرَه فيها من غلط النَّسخ(4)، أو لأنَّ البخاريَّ ☼ اخْتُرِم قبل تنقيح(5) كتابه.
          ويَحمتل عندي _والله أعلم_ أن يكون في الحديث إشارةٌ إلى معنى التَّرجمة، من جهة أنَّ استعمال السِّواك حينئذٍ يدلُّ على ما يناسبه من إكمال(6) الهيئة والتَّأهُّب للعبادات وأخذ النَّفس حينئذٍ بما يؤخذ به في النَّهار، فكان ليله(7) صلعم نهاراً، وهو دليلُ طول القيام فيه، إذ النَّافلة المخفَّفة لا يتهيَّأ لها هذا التَّهيُّؤ الكامل(8).


[1] في (ت) و(ع) زيادة: «من الليل».
[2] في (ت) و(ع) بدلها: «قلت رضي الله عنك».
[3] ليست في (ت).
[4] في (ع): «الناسخ».
[5] في (ت) و(ع): «نسخ».
[6] في (ز): «إجمال».
[7] في (ع): «ليلته».
[8] في (ت) و(ع) زيادة: «والله أعلم».