المتواري على أبواب البخاري

باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا

          ░3▒ باب سؤال النَّاس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا
          90- فيه عبد الرَّحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه: «سمعت عمر يتمثَّل بشعر أبي طالبٍ:
وأبيضُ يستسقى الغمام بوجهه                     ثِمالُ اليتامى عصمةٌ للأراملِ» [خ¦1008]
          91- وفيه أنسٌ: «أنَّ عمر بن الخطَّاب ☺ كان إذا قحطوا استسقى بالعبَّاس بن عبد المطَّلب فقال: اللَّهم إنَّا كنَّا نتوسَّل إليك بنبيِّنا فتسقينا، وإنَّا نتوسَّل إليك بعمِّ نبيِّنا فاسقنا، قال: فيسقون»(1). [خ¦1010].
          [قلتَ رضي الله عنك:] وجه إدخال التَّرجمة في الفقه التَّنبيه على أنَّ للعامَّة حقّاً على الإمام أن يستسقي لهم إذا سَألوا ذلك، ولو كان من رأيه(2) هو التَّأخير من باب التَّفويض إلى التَّقدير.
          ووجه مطابقة التَّرجمة للحديثين قول أبي طالب: «وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه»، ففاعل يستسقى محذوف وهُم النَّاس، وكذلك قول عمر: «اللَّهم إنَّا كنَّا نتوسَّل إليك بنبيِّك محمَّدٍ»، دلَّ [على] أنَّهم كانوا يتوسَّلون، وأنَّ لعامَّة المؤمنين مدخلاً في الاستسقاء، والله أعلم.


[1] قوله: «باب سؤال الناس الإمام....... قال فيسقون» ليس في (ز)، وأثبت بدلاً منه: «باب إذا استشفعوا إلى الإمام ليستسقي لهم لم يَرُدَّهم.
[2] في (ت): «غيره».