المتواري على أبواب البخاري

باب الترتيل في القراءة وقوله تعالى {ورتل القرآن ترتيلًا}

          ░28▒ باب التَّرتيل في القراءة(1)
          (وقوله ╡ )(2): {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} [المزمل:4].
          وقوله تعالى: {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً(3)} [الإسراء:106]، وما (يُكره أن)(4) يهذَّ كهذِّ الشعر.
          قال(5) ابن عبَّاسٍ: «{فرقناه}: فصَّلناه».
          589- فيه عبد الله: «أنَّ رجلاً قال: قرأت المُفصَّل البارحة، فقال: هذّاً كهذِّ الشعر، إنَّا قد سمعنا القراءة، وإنِّي لأحفظُ القُرناء التي كان يقرأ بها رسول الله صلعم ، ثماني عشرة(6) سورة من المفصَّل، وسورتين من آل حم». [خ¦5043].
          590- وفيه ابن عبَّاسٍ: «في قوله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} [القيامة:16]، قال: كان النبيُّ صلعم إذا نزل جبريل بالوحي وكان ممَّا يحرِّك به لسانه وشفتيه، فيشتدُّ عليه، (وكان يعرف منه) فأنزل الله سبحانه: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}...» الحديث. [خ¦5044].
          [قلتَ رضي الله عنك:] الصحيح في (تأويل) قوله (تعالى)(7): {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ} أنَّ المراد: نَزَّلنَاهُ نجوماً لا جملةً واحدةً، بخلاف الكتب المتقدِّمة، فإنَّها نزلت جملةً، وهكذا معنى: {لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ}، فقرأه عليهم حسب نزوله في ثلاث وعشرين سنة.
          وعلى هذا التأويل يخرج عن مقصود الترجمة، إلَّا أن يقال: لمَّا أنزله منجَّماً مفرَّقاً ناسَب هذا الأناة في تلاوته (والمهل)(8)، وهو معنى الترتيل. /


[1] في (ع): «القرآن».
[2] ليست في (ع)، وفي (ت): «وقوله تعالى».
[3] في (ت): «ورتلناه ترتيلاً».
[4] ليست في (ع).
[5] في (ع): «وقال».
[6] في (ت): «عشر».
[7] ليست في (ع).
[8] ليست في (ع).