-
المقدمة
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
- كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
كتاب الصلاة
-
كتاب مواقيت الصلاة
-
كتاب الأذان
-
كتاب الجمعة
-
أبواب صلاة الخوف
-
كتاب العيدين
-
كتاب الاستسقاء
-
أبواب سجود القرآن
-
أبواب تقصير الصلاة
-
أبواب التهجد
-
أبواب العمل في الصلاة
-
كتاب الجنائز
-
كتاب الزكاة
-
كتاب الصوم
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب الحج
-
باب ما جاء في حرم المدينة
-
كتاب الجهاد
-
كتاب فرض الخمس
-
كتاب الجزية
-
كتاب الصيد والذبائح
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
كتاب الأيمان والنذور
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الحوالة والكفالة وهل يرجع في الحوالة؟
-
كتاب الكفالة
-
كتاب الوكالة
-
كتاب المزارعة
-
كتاب المساقاة
-
كتاب الاستقراض والديون
-
كتاب الخصومات
-
كتاب في اللقطة
-
كتاب المظالم
-
كتاب الهبة
-
كتاب النكاح
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الأحكام
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
كتاب الفرائض
-
كتاب المحاربين
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب المرضى
-
كتاب الطب
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب الرؤيا
-
باب لا عيش إلا عيش الآخرة
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب التمني
-
كتاب القدر
-
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
-
كتاب التوحيد
░68▒ باب لا يبول في الماء الدَّائم
40- فيه أبو هريرة قال: سمعت رسول الله صلعم يقول: «نحن الآخِرونُ السَّابقون»، وبإسناده قال: «لا يُبولَنَّ أحدكم في الماء الدَّائم الذي لا يجري، ثمَّ يَغْتَسل فيه». [خ¦238].
قلتَ رضي الله عنك: إن قلتَ: كيف طابق قولُه: «نحن الآخرون السَّابقون» مقصودَ التَّرجمة؟ وهل ذلك لِمَا قيل: إنَّ همَّاماً راويه روى جملة أحاديث عن أبي هريرة استفتحها له أبو هريرة بحديث «نحن الآخرون السَّابقون» فصار همَّامٌ مهما حدَّث عن أبي هريرة ذكر الجملة من أوَّلها واتَّبعه البخاريُّ في ذلك؟ أو تظهر مطابقةٌ معنويةٌ؟.
قلتُ: تُمْكن المطابقةُ، وتحقيقُها: أنَّ السِّرَّ في اجتماع التَّأخُّر في الوجود والسَّبق في البعث لهذه الأمَّة أنَّ الدُّنيا مَثَلها للمؤمن مثل السِّجن، وقد أدخل الله فيه الأوَّلين والآخرين على ترتيبٍ، فمقتضى ذلك أنَّ الآخر في الدُّخول أوَّلٌ في الخروج، كالوعاء إذا ملأته بأشياء وُضِع بعضها فوق بعضٍ ثمَّ استخرجتها، فإنَّما تُخرِج(1) أوَّلاً ما أدخلته آخراً، فهذا هو السِّرُّ في كون هذه الأمَّة آخراً في الوجود الأوَّل، أوَّلاً في الوجود الثَّاني، ولها في ذلك من المصلحة قلَّة بقائها في سجن الدُّنيا، وفي أطباق البلاء(2) بما / خصَّها الله به من قِصَر الأعمار ومن السَّبق إلى المَعَاد.
فإذا فهمت هذه الحقيقة تصوَّر الفَطِنُ معناها عاماً، فكيف يليق بلبيبٍ أن يعمد إلى أن يتطَّهر من النَّجاسة وممَّا هو أيسر منها من الغبرات والقترات، فيبول في ماءٍ راكدٍ ثمَّ يتوضَّأ منه؟ فأوَّل ما يلاقيه بوله الذي عزم على التَّطهُّر(3) منه، فهو عكسٌ للحقائق وإخلالٌ بالمقاصد، لا يتعاطاه أريبٌ ولا يفعله لبيبٌ، والله أعلم.
والحقُّ واحدٌ، وإن تباعد ما بين طرقه.
وسيأتي للبخاريِّ ذكر حديث «نحن الآخرون السَّابقون» في قوله(4): «الإمام جُنَّةٌ يُتَّقى به ويقاتَلُ من ورائه» [خ¦2957]، أي هو أوَّلٌ(5) في إسناد الهمم والعزائم إلى وجوده، وهو آخِرٌ في صورة وقوفه، فلا ينبغي لأجناده إذا قاتلوا بين يديه أن يظنُّوا أنَّهم حَمَوه، بل هو حَماهم وصان بتدبيره حِمَاهم، فهو وإن كان خلف الصَّفِّ إلَّا أنَّه في الحقيقة جُنَّةٌ أمام الصَّف، وحُقَّ للإمام أن يكون محلَّه في الحقيقة الأمام، والله أعلم.
[1] هكذا في (ت)، وفي (ع): «يَخرج»، وهي في (ز) تحتمل الوجهين لأنها غير منقوطة.
[2] في (ت) و(ع): «البِلى».
[3] في (ع): «التطهير».
[4] في (ت): «في ترجمة قوله».
[5] زاد في (ت) و(ع): « آخرٌ، هو أولٌ».