المتواري على أبواب البخاري

باب: حسن المعاشرة مع الأهل

          ░82▒ باب حسن المعاشرة مع الأهل
          408- فيه عائشة (قالت)(1): «جلس إحدى عشرة امرأة، فتعاهدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهنَّ شيئاً، قالت(2) الأولى: زوجي لحمُ جملٍ غَثٍّ على رأس جَبَلٍ(3)، لا سَهْلٍ فيُرْتَقَى(4)، ولا سمين فيُنْتَقَل(5)، قالت الثانية: زوجي لا أبثُّ خبره، إنِّي أخاف أن لا أذره، إن أذكره أذكر عُجْرَه وبُجْرَه، / قالت الثالثة: زوجي العَشْنَّق، إن أَنطِقْ أُطلَّق، وإن أسكُت أُعلَّقْ، قالت الرابعة: زوجي كليل تهامة لا حرٌّ ولا قُرٌّ، ولا مخافة ولا سآمة(6)، قالت الخامسة: زوجي إن دخل فهِد، وإن خرج أسِد، ولا يسأل عمَّا عهِد، قالت السادسة: زوجي إن أكل لفَّ، وإن شرب اشتَفَّ، وإن اضطجع التفَّ، ولا يولج الكفَّ ليعلم البثَّ، قالت السابعة: زوجي عَياياء _أو غَياياء(7)_ طَباقاء، كلُّ داءٍ له داءٌ(8)، شَجَّكِ أو فَلَّكِ(9)، أو جَمَعَ كُلاًّ لَكِ، قالت الثامنة: زوجي المسُّ مسُّ أرنب، والريح ريح زرنب، قالت التاسعة: زوجي رفيع العماد، طويل النجاد، عظيم الرماد، قريب البيت من النادي، قالت العاشرة: زوجي مالك، وما مالك(10)؟ مالكٌ خيرٌ من ذلك، له إبلٌ كثيرات المبارك، قليلات(11) المسارح(12)، إذا(13) سمعن صوت المِزْهر أيقنَّ أنهنَّ هوالك، قالت الحادية عشر: زوجي أبو زرعٍ، وما أبو زرعٍ؟ أناسَ من حليٍّ أذنيَّ، وملأ من شحمٍ عضديَّ، وبَجَّحَنِي(14) فبجحت إليَّ نفسي، وجدني في أهل غُنَيمةٍ بشقٍّ، فجعلني في أهل صهيلٍ وأطيطٍ ودائسٍ ومُنَقٍّ، فعنده أقول فلا أقبَّح، وأرقد فأتصَبَّح، وأشرب فأتقمَّح(15)، أمُّ أبي زرعٍ، فما(16) أمُّ أبي زرعٍ؟ عُكومها رداحٌ(17)، وبيتها فَساحٌ، ابن أبي زرعٍ، وما(18) ابن أبي زرعٍ؟ مضجعه كمسلِّ شطْبةٍ، وتشبعه ذراع الجفرة(19)، بنت أبي زرعٍ، وما(20) بنت أبي زرعٍ؟ طوع(21) أبيها وطوع أمِّها، وملء كسائها، وغيظ جارتها، جارية أبي زرعٍ، وما(22) جارية أبي زرعٍ؟ لا تبثُّ حديثاً(23) تبثيثاً، (ولا تُنقِّث ميرتنا تنقيثاً)(24) ولا تملأ بيتنا تعشيشاً(25)، قالت: خرج أبو زرعٍ والأوطاب تُمْخَضُ، فلقي امرأةً معها ولدان (لها)(26) كالفهدين يلعبان من تحت خَصْرها برُمَّانتين، فطَلَّقني ونكحها، فنكحتُ بعده رجلاً سريّاً، ركب شَرياًّ، وأخذ خَطيّاً، وأراح عليَّ نعماً ثريّاً، وأعطاني (من)(27) كلِّ رائحةٍ زوجاً(28)، وقال: كلي أمَّ زرعٍ، وميري أهلك، قالت: فلو جمعتُ كلَّ شيءٍ أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرعٍ، قالت عائشة(29): فقال لي رسول الله صلعم : كنتُ لكِ يا عائشة كأبي زرعٍ لأمِّ زرعٍ». [خ¦5189].
          409- وفيه عائشة: «كان الحبش يلعبون / بحرابهم، فيسترني(30) رسول الله صلعم وأنا أنظر، فما زلت أنظر حتَّى كنتُ أنا أنصرف، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السنِّ تسمع اللهو». [خ¦5190].
          [قلتَ رضي الله عنك:] نبَّه بهذه الترجمة على أنَّ إيراد هذه الحكاية من النبيِّ صلعم ليس خليّاً عن فائدةٍ شرعيَّة، بل مشتملاً عليها، وتلك الفائدة الإحسان في معاشرة الأهل كما ندب الله سبحانه إليه، وفي بعض طرقه أنَّه قال لها: «كنتُ لكِ كأبي زرعٍ لأمِّ زرع غير أنِّي لا أطلِّقَكِ».


[1] ليست في (ع).
[2] في (ت): «فقالت».
[3] في (ت): «على جبل وعث».
[4] في (ت): «يرتقى».
[5] في (ت): «فينتقى».
[6] في (ت): «ولا سلامة».
[7] في (ع): «غياياء أو عياياء»، وفي (ت): «عياباء أو غياباء».
[8] في (ت): «دواء».
[9] في (ع): «أفلك»، وفي (ت): «أشحيك».
[10] في (ت): «ومالك».
[11] في (ع): «وقليلات».
[12] في (ت): «قليلات المسارح، كثيرات المبارك».
[13] في (ع): «وإذا».
[14] في (ع): «بجحني» بدون واو.
[15] في (ت) و(ع): «فأتقنح»، وفي هامش (ت): «فأتقمح».
[16] في الأصل: «وأما».
[17] في (ع): «رواح».
[18] في الأصل: «وأما»، وفي (ع): «فما».
[19] في (ت): «الجفَر».
[20] في (ت) و(ع): «فما».
[21] في (ت): «طَوَلَ».
[22] في (ت) و(ع): «فما».
[23] في (ت) و(ع): «حديثنا».
[24] ليست في (ع)، وفي (ت): «ولا تنفث ميرتنا تنفيثاً».
[25] في (ع): «تعشيثاً».
[26] ليست في (ت).
[27] ليست في (ع).
[28] في هامش (ت): «نسخة: زوجين».
[29] في (ع): «عائشة ♦».
[30] في (ع): «فسترني».