المتواري على أبواب البخاري

باب قول الله تعالى: {والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم}

          ░2▒ باب قول الله ╡ (1): {وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} [النساء:33]
          352- فيه ابن عباس: «{وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} قال: ورثة، {وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} كان المهَاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجري الأنصاري دون ذوي رَحِمِه؛ للأُخُوَّة التي آخى بينهم النبي صلعم فلما نَزَلت: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} [النساء:33] نسخت، (ثم) قال: {وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} إلا النصر(2) والرفادة، وقد ذهب الميراث ويوصَىَ له».
          353- وفيه أنس: «قَدِم علينا ابن عوف، فآخى النبي صلعم بينه وبين سعد بن الربيع». [خ¦2293].
          354- وفيه أنس قيل له: «أَبَلَغَك أنَّ النبي صلعم قال: لا حِلفَ في الإسلام؟ فقال: قد حالف النبي صلعم بين قريش والأنصار في داري». [خ¦2294].
          [قلتَ رضي الله عنك:] وجه دخول هذه [الترجمة] في الكفالة والحوالة أنَّ الكفيل والغريم الذي وقعت الحوالة عليه ينتقل الحق عليه كما ينتقل ههنا حق الوارث عنه إلى الحليف، فشبَّه انتقال الحق على المكلف بانتقاله عنه وله، وفيه القياس على أصل قد نسخ، وهي قاعدة اختلاف.


[1] في (ت) و(ع): «الله تعالى».
[2] في (ت) و(ع): «بالنصرة».