مصابيح الجامع الصحيح

حديث: ليس على أبيك كرب بعد اليوم

          4462- [قوله: (يتغشاه)؛ أي: يتغشى الثقلُ_يعني الكرب_ الشارعَ؛ وهو الغم الذي يأخذ بالنفس والشدة.
          (وا كرب أباه): مندوب، والألف ألف الندبة، والهاء للوقف.
          إن قلت: هذا نوع من النياحة.
          قلت: هو ندبة مباحة، ليس ما يشبه نوح الجاهلية من الكذب ونحوه.
          الخطابي: قال بعضهم: إنما كان كربه شفقة على أمته؛ لما علم من وقوع الفتن بعده، وليس بشيء، إذ لو كان كما قاله؛ لوجب انقطاع شفقته عن الأمة بعد موته، لكن شفقته دائمة على الأمة أيام حياته ومماته، بل هو ما كان يجده من كرب الموت، وكان بشرًا يناله الوصب؛ فيجد له من الألم مثل ما يجد الناس وأكثر، وإن كان صبره عليه واحتماله له أحسن، كما أن أجره أكثر، فمعناه: لا يصيبه بعد اليوم نصب ولا وصب يكربه؛ إذ أفضى إلى دار الآخرة، والنعيم المقيم ]
.
          قوله: (ننعاه): قال سبط ابن الجوزي: وقع في الأصل: (أنعاه)، وهو غلط.