مصابيح الجامع الصحيح

حديث: يتركون المدينة على خير ما كانت

          1874- (خَيْرَ مَا كَانَتْ) بمَعْنى: أعمرها وأكثرها ثمارًا.
          و(لَا يَغْشَاهَا) لا يَسْكنها.
          (إِلَّا الْعَوَافِ(1)) في جَمْع العافية، وهي كلُّ طالب رزق من إنسان أو بهيمة أو طائر، و(عافية الماء) واردته والمراد منه هنا السِّباع والطُّيور.
          و(يُحْشَرُ) أي: يساق ويخلى من الوطن.
          (يَنْعِقَانِ) من النَّعيق، وهو صوت الرَّاعي، يقال: (نَعِقَ يَنْعِقُ) بالكسر: إذا صاح بها وزجرها.
          و(يَجِدَانِهَا) أي: يجد أهلها وحوشًا، أو يجدان المدينة ذات وحوش.
          وقال بعضهم: أنَّ غنمها تصير وحوشًا إمَّا بانقلاب ذاتها إليها وإمَّا بأن يتوحَّش وتنفر من أصواتهما، عياض: هذا جرى في الأوَّل وانقضى، وقد تُرِكَت المدينة على أحسن ما كانت حين انتقلت الخلافة عنها إلى الشَّام، وذلك الوقت خير ما كانت للدِّين؛ لكَثْرة العلماء بها، وللدُّنيا لعمارتها واتِّساع حال أهلها، وذكر الإخباريُّون في بعض الفتن الَّتي جرت بالمدينة رحل عنها أكثر النَّاس وبقيت أكثر ثمارها للعوافِ وخلت، ثمَّ تراجع النَّاس إليها.


[1] في الأصل: (العوافي) كذا في الموضع اللاحق.