مصابيح الجامع

حديث: والله لحمار رسول الله أطيب ريحًا منك

          2691- (فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلعم وَرَكِبَ حِمَاراً) كان ╕ يركب على سبيل التيسير (1) من غير التزام مركوبٍ معيَّن (2)، ركب مرةً فرساً لأبي طلحة لفزعٍ كان بالمدينة، وركب يومَ حنين بغلةً ليسرَّ المسلمين إذا رأوه عليها، وأيضاً: فهو أدلُّ على الشجاعة وقوَّة الجأش (3)، ووقفَ بعرفةَ على راحلته، وسار عليها من هناك إلى مزدلفة، ومن مزدلفة إلى منى، وإلى مكة.
          (وَهْيَ أَرْضٌ سَبِخَةٌ) بكسر الباء؛ أي: ذاتُ سِباخ.
          (فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ) هو: عبد الله بنُ رواحة ☺.
          (فَكَانَ بَيْنَهُم) أي: بين الجماعة المختصِمين، وفي نسخة: <بينهما>؛ أي: بين الطائفتين: طائفة عبدِ الله بنِ رواحةَ، وطائفة ابنِ أُبيٍّ.
          (ضَرْبٌ بِالْجَرِيدِ) بالجيم والراء، كذا لأكثرهم (4)، ولأبي زيد: <بالحديد> بالحاء المهملة والدال.
          قال ابنُ الملقن: وقال ابنُ عبَّاس في «تفسيره»: ومن زعم أن قتالهم كان بالسيوف، فقد كذب.
          (فَبَلَغَنَا أَنَّهَا نَزلَتْ (5) : {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات:9]) قال ابن بطَّال: يستحيل نزولُها في عبد الله بن أُبي وأصحابه؛ لأن أصحابَ عبدِ الله ليسوا / بمؤمنين، وقد تعصَّبوا له بعدَ الإسلام في قصة الإفك، رواه البخاري في كتاب: الاستئذان عن أسامة بن زيد: أن النَّبي صلعم مرَّ في مجلس فيه أخلاطٌ من المشركين والمسلمين وعبدةِ الأوثان واليهود، وفيهم عبد الله بن أبي، وذكر الحديث، فدلَّ على أن الآية لم تنزل فيه، وإنما نزلت في قومٍ من الأوس والخزرج اختلفوا في حق، واقتصر الزركشي على ذلك.
          قلت: كأنه ظنَّ أن لا جواب عنه (6) لو استبعدَ الجواب.
          قال مغلطاي: وفي «تفسير ابن عباس»: ((وأعانَ ابنَ أُبيٍّ رجالٌ من قومه، وهم مؤمنون، فاقتتلوا، وهذا فيه ما يزيلُ استبعادَ ابنِ بطال)).
          وأخذ ابنُ الملقن هذا الجواب مُغيراً عليه على عادته مع هذا الرجل وغيره، مصرِّحاً بأنه من كلام نفسه بقوله: ((قلت)).


[1] في (م): ((التيسير)).
[2] في (د): ((يعني)). وفي (م) و(ج): ((معنى))
[3] ((وقوة الجأش)): ليست في (د).
[4] ((بالجيم والراء كذا لأكثرهم)): ليست في (ق).
[5] في المتن: ((أنزلت)).
[6] في (ج): ((جواب فيه)).