مصابيح الجامع

معلق الليث: اشتريها فأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق

          2560- (دَخَلَتْ عَلَيْهَا تَسْتَعِينُهَا فِي كِتَابَتِهَا، وَعَلَيْهَا خَمْسَةُ أَوَاقٍ، نُجِّمَتْ عَلَيْهَا فِي خَمْسِ سِنِينَ) قال الزركشي: هذا خلافُ ما سيذكره (1) قريباً، يريد: ما ذكره في باب: استعانة المكاتبة (2) من قوله: عن عائشة ♦، قالت: ((جاءت بريرة، فقالت: إني كاتبتُ أهلي على تسعِ أواقٍ، في كل عام أوقية)).
          ثم حكى الزركشي عن الإِسماعيلي بأن الأخبار مصرِّحةٌ بأنها كوتبت على تسعِ أواق، وأن ما ذكر هنا مخالفٌ للأخبار الصحيحة.
          قلت: لا تعارُضَ بين الحديثين، وليس الثاني مخالفاً (3) للأول، وذلك أن هذا الحديث يقتضي أنها جاءت تستعينُ وعليها خمسُ أواقٍ منجَّمةٌ في خمس سنين، وليس في ذلك تصريحٌ بأن هذا هو مجموعُ ما عقدت الكتابة عليه؛ إذ يجوز أن يكون وقعت على تسع أواقٍ، فأدَّت منها أربعاً، وبقي خمسٌ، فاستعانت في هذه الخمس الباقيةِ، والحديثُ الثاني مصرِّحٌ بأن الذي وقعت الكتابة فيه (4) تسعُ أواقٍ، ولم يتعرَّض فيه إلى أداءِ شيء منها وقع أو لم يقع فأين التعارض والتخالفُ؟ فتأمل.


[1] في (ق): ((سنذكره)).
[2] في (ق): ((المكاتب)).
[3] في (د): ((مخالف)).
[4] ((فيه)): ليست في (ق).