مصابيح الجامع

حديث: مطل الغني ظلم فإذا أتبع أحدكم على ملي فليتبع

          2287- (مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ) الظاهر أنَّ المصدر فيه مضاف إلى الفاعل؛ أي: مطلُ المديانِ الغنيِّ غريمَه، ولفظة المطل تُشعر بتقديم (1) الطلب، فيُؤخذ منه أن الغني لو أَخر الدفعَ مع عدم طلبِ صاحبِ الحقِّ له (2) لم يكن ظالماً.
          وقد حكى / أصحاب الشافعي وجهين في وجوب الأداء مع القدرة من غير طلب من ربِّ الدَّين، واستنبط منه بعضهم أنَّ الحوالة لا تكون إلا بعدَ حلولِ الدَّين؛ إذ لا مطلَ مع عدمه.
          (فَإِذَا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ) بضم الهمزة وسكون المثناة من فوق وكسر الموحدة؛ من قولك: أَتبعتُ فلاناً: إذا جعلته تابعاً لغيره، والمراد هنا: تبعيته في طلب الحق بالحوالة.
          قال الخطابيُّ: يقولونه: بالتشديد، والصواب التخفيف.
          (عَلَى مَلِيٍّ) قال الزركشي: بالهمزة: الغني (3)؛ من الملاءة.
          قلت: ظاهره أن الرواية كذلك، فينبغي تحريرها، ولم أظفر فيه بشيءٍ.
          (فَلْيَتْبَعْ) بفتح المثناة من تحت وإسكان المثناة من فوق وفتح الموحدة، وقيل: بتشديد المثناة من فوق وكسر الموحدة.
          وجمهور الفقهاء على أنَّ هذا الأمر للندب؛ لما فيه من الإحسان إلى المحيلِ بتحصيل مقصوده من تحويل الحقِّ عنه، وترك تكليفهِ للتحصيل بالطَّلب.
          وقال أهلُ الظاهر بوجوبِ قبول الحوالة على المليِّ؛ لظاهر (4) الأمر.


[1] في (د): ((بتقدم)).
[2] ((له)): ليست في (ج).
[3] في (ق): ((بالهمز يعني)).
[4] في (ج): ((الظاهر)).