الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه

حديث: من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله؟
     
         1           

  الرواة  
شروح الصحيح
                          
    التالي السابق

4037- حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ: قالَ عَمْرٌو (1):
سَمِعْتُ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ؛ فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ؟» فَقامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ قالَ: «نَعَمْ». قالَ: فَأْذَنْ لِي أَنْ أَقُولَ شَيْئًا. قالَ: «قُلْ». فَأَتاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقالَ: إِنَّ هَذا الرَّجُلَ قَدْ سَأَلَنا صَدَقَةً، وَإِنَّهُ قَدْ عَنَّانا، وَإِنِّي قَدْ أَتَيْتُكَ أَسْتَسْلِفُكَ. قالَ: وَأَيْضًا واللَّهِ لَتَمَلُّنَّهُ. قالَ: إِنَّا قَدِ اتَّبَعْناهُ، فَلَا نُحِبُّ أَنْ نَدَعَهُ حَتَّى نَنْظُرَ إلى أَيِّ
/
شَيْءٍ يَصِيرُ شَانُهُ، وَقَدْ أَرَدْنا أَنْ تُسْلِفَنا وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ _وَحَدَّثَنا عَمْرٌو غَيْرَ مَرَّةٍ (2)، فَلَمْ يَذْكُرْ وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ، فَقُلْتُ لَهُ: فِيهِ وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ (3) ؟ فَقالَ: أُرَى فِيهِ وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ_ فَقالَ: نَعَمِ، ارْهَنُونِي. قالُوا: أَيَّ شَيْءٍ تُرِيدُ؟ قالَ: ارْهَنُونِي نِساءَكُمْ. قالُوا: كَيْفَ نَرْهَنُكَ نِساءَنا وَأَنْتَ أَجْمَلُ الْعَرَبِ؟! قالَ: فارْهَنُونِي أَبْناءَكُمْ. قالُوا: كَيْفَ نَرْهَنُكَ أَبْناءَنا، فَيُسَبُّ أَحَدُهُمْ، فَيُقالُ: رُهِنَ بِوَسْقٍ أَوْ وَسْقَيْنِ؟! هَذا عارٌ عَلَيْنا، وَلَكِنَّا نَرْهَنُكَ اللَّأْمَةَ _قالَ سُفْيانُ: يَعْنِي السِّلَاحَ_ فَواعَدَهُ أَنْ يَأتِيَهُ، فَجاءَهُ لَيْلًا وَمَعَهُ أَبُو نائِلَةَ، وهو أَخُو كَعْبٍ مِنَ الرَّضاعَةِ، فَدَعاهُمْ إلى الْحِصْنِ، فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ (4)، فقالتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: أَيْنَ تَخْرُجُ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَقالَ: إِنَّما هو مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَأَخِي أَبُو نائلَةَ _وَقالَ غَيْرُ عَمْرٍو: قالَتْ: أَسْمَعُ صَوْتًا كَأَنَّهُ يَقْطُرُ منه الدَّمُ، قالَ: إِنَّما هو أَخِي مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَرَضِيعِي أَبُو نائِلَةَ_ إِنَّ الْكَرِيمَ لَوْ (5) دُعِيَ إلى طَعْنَةٍ بِلَيْلٍ لَأَجابَ. قالَ: وَيُدْخِلُ (6) مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ مَعَهُ رَجُلَيْنِ (7) _ قِيلَ لِسُفْيانَ: سَمَّاهُمْ عَمْرٌو؟ قالَ: سَمَّى بَعْضَهُمْ، قالَ عَمْرٌو: جاءَ مَعَهُ بِرَجُلَيْنِ، وَقالَ غَيْرُ عَمْرٍو: أَبُو عَبْسِ بْنُ جَبْرٍ والْحارِثُ بْنُ أَوْسٍ وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ _قالَ عَمْرٌو: جاءَ مَعَهُ بِرَجُلَيْنِ، فَقالَ: إذا ما جاءَ فَإِنِّي قائِلٌ (8) بِشَعَرِهِ فَأَشَمُّهُ، فَإِذا رَأَيْتُمُونِي اسْتَمْكَنْتُ مِنْ رَأسِهِ فَدُونَكُمْ فاضْرِبُوهُ. وَقالَ مَرَّةً: ثُمَّ أُشِمُّكُمْ. فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ مُتَوَشِّحًا وهو يَنْفَحُ منه رِيحُ الطِّيبِ، فَقالَ: ما رَأَيْتُ كالْيَوْمِ رِيحًا. أَيْ: أَطْيَبَ، وَقالَ غَيْرُ عَمْرٍو: قالَ: عِنْدِي أَعْطَرُ نِساءِ الْعَرَبِ (9) وَأَكْمَلُ الْعَرَبِ. قالَ عَمْرٌو: فَقالَ: أَتَأذَنُ لِي أَنْ أَشَمَّ رَأسَكَ؟ قالَ: نَعَمْ. فَشَمَّهُ ثُمَّ أَشَمَّ أَصْحابَهُ، ثُمَّ قالَ: أَتَأذَنُ لِي؟ قالَ: نَعَمْ. فَلَمَّا اسْتَمْكَنَ مِنْهُ، قالَ: دُونَكُمْ. فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرُوهُ.


[1] بهامش اليونينية دون رقم: «قال: سمعتُ عمرًا». كتبت بالحمرة.
[2] تصحف في (ن) إلى: «عَمرو عن مرة»، وأصلحت في هامشها بخط مغاير.
[3] في رواية أبي ذر: «وَسْقٌ أو وَسْقانِ». وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبو الوقت.
[4] صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «إلينا».
[5] في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «إذا».
[6] في رواية أبي ذر: «ويَدْخُلُ».
[7] في رواية أبي ذر: «برجلين» وزاد في (ن، و) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا.
[8] في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مائل».
[9] في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «أعطر سَيِّدِ العرب».