الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه

حديث: إن معي من ترون وأحب الحديث إلي أصدقه
     
         1           

  الرواة  
شروح الصحيح
                          
    التالي السابق

2539- 2540- حدَّثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قالَ: أخبَرَنِي (1) اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ (2)، عن ابْنِ شِهَابٍ: ذَكَرَ عُرْوَةُ:
أَنَّ مَرْوَانَ وَالْمِسْوَرَ بْنَ
/
مَخْرَمَةَ أخبَرَاهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ حِينَ جَاءَهُ وَفْدُ هَوَازِنَ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَسَبْيَهُمْ، فَقالَ: «إِنَّ مَعِي مَنْ تَرَوْنَ، وَأَحَبُّ الْحَدِيثِ إِلَيَّ أَصْدَقُهُ، فَاخْتَارُوا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ: إِمَّا الْمَالَ وَإِمَّا السَّبْيَ، وَقَدْ كُنْتُ اسْتَأنَيْتُ بِهِمْ». وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَظَرَهُمْ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً حِينَ قَفَلَ مِنَ الطَّائِفِ، فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُ رَادٍّ إِلَيْهِمْ إِلَّا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ قَالُوا: فَإِنَّا (3) نَخْتَارُ سَبْيَنَا. فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّاسِ، فَأَثْنَى على اللَّهِ بِمَا هو أَهْلُهُ، ثُمَّ قالَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ إِخْوَانَكُمْ جَاؤُونَا (4) تَائِبِينَ، وَإِنِّي رَأَيْتُ أَنْ أَرُدَُّ (5) إِلَيْهِمْ سَبْيَهُمْ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يُطَيِّبَ ذَلِكَ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ على حَظِّهِ حَتَّى نُعْطِيَهُ إِيَّاهُ مِنْ أَوَّلِ ما يُفِيءُ اللَّهُ عَلَيْنَا فَلْيَفْعَلْ». فَقالَ النَّاسُ: طَيَّبْنَا ذَلِكَ (6). قالَ: «إِنَّا لَا نَدْرِي مَنْ أَذِنَ مِنْكُمْ مِمَّنْ لَمْ يَأذَنْ، فَارْجِعُوا حَتَّى يَرْفَعَ إِلَيْنَا عُرَفَاؤُكُمْ أَمْرَكُمْ». فَرَجَعَ النَّاسُ، فَكَلَّمَهُمْ عُرَفَاؤُهُمْ، ثُمَّ رَجَعُوا إلى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرُوهُ: أَنَّهُمْ طَيَّبُوا وَأَذِنُوا. فَهَذَا الَّذِي بَلَغَنَا عن سَبْيِ هَوَازِنَ.
وَقالَ أَنَسٌ: قالَ عَبَّاسٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَادَيْتُ نَفْسِي وَفَادَيْتُ عَقِيلًا.


[1] في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا». كتبت بالحمرة.
[2] بهامش اليونينية بدون رقم: «حدَّثني عُقَيْلٌ» ونسبها في (و، ق) إلى رواية أبي ذر، وبهامش اليونينية أيضًا دون رقم ولا تخريج: «أخبَرَني» كتبت بالحمرة.
[3] في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «إنَّا».
[4] في رواية أبي ذر: «قَدْ جَاؤُونَا».
[5] بالرفع والنصب معًا.
[6] في رواية أبي ذر زيادة: «لك» (ن)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وخُرِّج لهذه الزيادة في (ب) قبل قوله: «ذلك» وهو موافق لما في الإرشاد، وخرج لها في (و، ق، ص) على البدلية من لفظة: «ذلك» وهو موافق لما في السلطانية.