الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه

حديث: إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس، فلا يحل
     
         1           

  الرواة  
شروح الصحيح
                          
    التالي السابق

1832- حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ:
عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ العَدَوِيِّ: أنَّهُ قالَ لِعَمْرِو بْنِ سَعيدٍ، وهو يَبْعَثُ البعُوُثَ إلى مَكَّةَ: ائْذَنْ ليِ أيُّها الأَمِيرُ؛ أُحَدِّثْكَ قَوْلًا قامَ بِهِ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْغَدِ (1) مِنْ يَوْمِ الفَتْحِ، فَسَمِعَتْهُ أُذُنايَ، وَوَعاهُ قَلْبِي، وَأَبْصَرَتْهُ عَيْنايَ حِينَ تَكَلَّمَ بِهِ، إِنَّهُ حَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ: «إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَها اللَّهُ وَلَمْ يُحَرِّمْها النَّاسُ، فَلا يَحِلُّ لاِمْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بها دَمًا، وَلا يَعْضُدَ (2) بها شَجَرَةً، فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ لِقِتالِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُولُوا لَهُ: إِنَّ اللَّهَ أَذِنَ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَأذَنْ لَكُمْ. وَإِنَّما أَذِنَ (3) لِي ساعَةً مِنْ نَهارٍ، وَقَدْ عادَتْ حُرْمَتُها اليَوْمَ كَحُرْمَتِها بِالأَمْسِ، وَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغائِبَ». فَقِيلَ لأَبِي شُرَيْحٍ: ما قالَ لَكَ عَمْرٌو؟ قالَ: أَنا أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنْكَ يا أَبا شُرَيْحٍ، إِنَّ الحَرَمَ لا يُعِيذُ عاصِيًا، وَلا فارًّا بِدَمٍ، وَلا فارًّا بِخُرْبَةٍ.
خُرْبَةٌ (4): بَلِيَّةٌ.
/


[1] في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «الغَدَ». قارن بما في الإرشاد.
[2] ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و « يَعْضِدَ» بكسر الضاد وهو روايةُ أبي ذر.
[3] صحَّح عليها في اليونينيَّة.
[4] في رواية أبي ذر: «بخَربةٍ، خَربةٌ» بفتح الخاء فيهما.