الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه

حديث ابن صياد: إن يكنه فلن تسلط عليه وإن لم يكنه
     
         1           

  الرواة  
شروح الصحيح
                          
    التالي السابق

1354- 1355- حدَّثنا عَبْدانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، عن يُونُسَ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني سالِمُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ:
أَنَّ ابنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أخبَرَهُ: أَنَّ عُمَرَ انْطَلَقَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَهْطٍ قِبَلَ ابنِ صَيَّادٍ، حَتَّى وَجَدُوهُ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيانِ، عند أُطُمِ بَنِي مَغالَةَ، وَقَدْ قارَبَ ابنُ صَيَّادٍ الحُلُمَ، فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، ثُمَّ قالَ لاِبنِ صَيَّادٍ (1): «تَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟» فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابنُ صَيَّادٍ فقالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الأُمِّيِّينَ. فقالَ ابنُ صَيَّادٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
/
أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَرَفَضَهُ (2) وَقالَ: «آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِرُسُلِهِ». فقالَ لَهُ: «ماذا تَرَى؟» قالَ ابنُ صَيَّادٍ: يَأتِينِي صادِقٌ وَكاذِبٌ. فقالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خُلِّطَ (3) عَلَيْكَ الأَمْرُ». ثُمَّ قالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا (4) ». فقالَ ابنُ صَيَّادٍ: هو الدُّخُّ. فقالَ: «اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ». فقالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: دَعْنِي يا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ. فقالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ يَكُنْهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ فَلا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ». وَقالَ سالِمٌ: سَمِعْتُ ابنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: انْطَلَقَ بَعْدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُبَيُّ بنُ كَعْبٍ، إلى النَّخْلِ الَّتِي فيها ابنُ صَيَّادٍ، وهو يَخْتِلُ أنْ يَسْمَعَ مِنِ ابنِ صَيَّادٍ شَيْئًا، قَبْلَ أنْ يَراهُ ابنُ صَيَّادٍ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو مُضْطَجِعٌ _يَعْنِي في قَطِيفَةٍ_ (5) لَهُ فيها رَمْزَةٌ _أَوْ: زَمْرَةٌ (6) _ فَرَأَتْ أُمُّ ابنِ صَيَّادٍ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، فقالت لاِبنِ صَيَّادٍ: يا صافِ _وهو اسْمُ ابنِ صَيَّادٍ_ هَذا مُحَمَّدٌ. فَثارَ (7) ابنُ صَيَّادٍ، فقالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ».
وَقالَ شُعَيْبٌ فِي حَدِيثِهِ: فَرَفَصَهُ (8)، رَمْرَمَةٌ أَوْ زَمْزَمَةٌ.
وَقالَ عُقَيْلٌ: رَمْرَمَةٌ (9).
وَقالَ مَعْمَرٌ: رَمْزَةٌ (10).


[1] في رواية أبي ذر: «صايدٍ».
[2] في رواية أبي ذر والمُستملي: «فَرَفَصَهُ» بالصاد المهملة، وكتب في متن اليونينية فوقها: (معًا) إشارة إلى صحة الوجهين.
[3] ضبطت بالتخفيف والتشديد في اليونينية، ووضع علامة التَّخفيف على اللام.
[4] في رواية أبي ذر: «خَبْئًا».
[5] قوله: «يعني في قطيفة» ليس في رواية أبي ذر.
[6] في رواية أبي ذر: «رَمْرَمةٌ أو زَمْزَمةٌ». وكتبت في متن (و، ب، ص) دون عزو.
[7] في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «فَثابَ».
[8] في (و، ق): «فرفضه» بالضاد المعجمة، وفي نسخة: «فَرَضَّهُ».
[9] في رواية أبي ذر: «وَقالَ شُعَيْبٌ: زَمْزَمَةٌ، فرضَّه، رمرمة أو رمزة، وقالَ إسحاقُ الكَلْبِيُّ وعُقَيْلٌ: رَمْرَمةٌ». وانظر لحديث إسحاق الكلبي تغليق التعليق: 2/491.
[10] في رواية أبي ذر: «زَمْرَةٌ».