الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه

حديث: من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل عنه
     
         1           

  الرواة  
شروح الصحيح
                          
    التالي السابق

7294- حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ _وَحَدَّثَنِي مَحْمُودٌ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ_:
أخبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
/
خَرَجَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ فَصَلَّى الظُّهْرَ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَذَكَرَ السَّاعَةَ، وَذَكَرَ أَنَّ بَيْنَ يَدَيْهَا أُمُورًا عِظَامًا، ثُمَّ قالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ عَنْهُ، فَوَاللَّهِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا». قالَ أَنَسٌ: فَأَكْثَرَ النَّاسُ (1) الْبُكَاءَ، وَأَكْثَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُولَ: «سَلُونِي». فَقالَ أَنَسٌ: فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقالَ: أَيْنَ مَدْخَلِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «النَّارُ». فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ، فَقالَ: مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «أَبُوكَ حُذَافَةُ». قالَ: ثُمَّ أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ: «سَلُونِي، سَلُونِي (2) ». فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقالَ: رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا. قالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قالَ عُمَرُ ذَلِكَ، ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي (3) نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ وَأَنَا أُصَلِّي، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ».


[1] في رواية أبي ذر: «الْأَنْصارُ»، وقيَّدها في (و، ب، ص) بروايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ.
[2] هكذا بتكرارها في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي أيضًا.
[3] بهامش اليونينية دون رقْم: «أوْلَى والذي». قال في الفتح: قال المبرد: يُقال للرَّجلِ إذا أفلتَ من معضلة: أولى لك، أي: كدت تهلك، وقال غيره: هي بمعنى التهديد والوعيد.اهـ.