الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه

باب: متى يستوجب الرجل القضاء؟
     
         1           

  الرواة  
شروح الصحيح
                          
    التالي السابق

(16) بابٌ: مَتَى يَسْتَوْجِبُ الرَّجُلُ الْقَضَاءَ؟
وَقالَ الْحَسَنُ: أَخَذَ اللَّهُ عَلَى الْحُكَّامِ أَنْ لَا يَتَّبِعُوا الْهَوَى، وَلَا يَخْشَوُا النَّاسَ، { وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي (1) ثَمَنًا قَلِيلاً } [المائدة: 44]، ثُمَّ قَرَأَ: { يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ } [ص: 26]، وَقَرَأَ: { إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ } اسْتُودِعُوا { مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } (2) [المائدة: 44]، وَقَرَأَ: { وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ. فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا } [الأنبياء: 78-79] فَحَمِدَ سُلَيْمَانَ وَلَمْ يَلُمْ دَاوُدَ، وَلَوْلَا مَا ذَكَرَ اللَّهُ مِنْ أَمْرِ (3) هَذَيْنِ لَرَأَيْتُ (4) أَنَّ الْقُضَاةَ هَلَكُوا؛ فَإِنَّهُ أَثْنَى عَلَى هَذَا بِعِلْمِهِ، وَعَذَرَ هَذَا بِاجْتِهَادِهِ.
وَقالَ مُزَاحِمُ بْنُ زُفَرَ: قالَ لَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: خَمْسٌ إِذَا أَخْطَأَ الْقَاضِي مِنْهُنَّ خَصْلَةً (5)، كَانَتْ (6) فِيهِ وَصْمَةٌ: أَنْ يَكُونَ فَهِمًا (7)، حَلِيمًا، عَفِيفًا، صَلِيبًا، عَالِمًا، سَؤُولًا عَنِ الْعِلْمِ.
/


[1] في رواية أبي ذر: «وَلَايَشْتَرُوا بِآيَاتِهِ». كتبت بالحمرة.
[2] في رواية أبي ذر: «وَقَرَأَ: { إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ } إلى قوله: { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ }»، كتبت بالحمرة، وفي روايته عن المُستملي زيادة: «مَا اسْتُحْفِظُوا: اسْتُودِعُوا مِنْ كِتابِ اللهِ». وضبطت في (ب، ص): «بمَا اسْتُحْفِظُوا...».
[3] لفظة: «أمر» ليست في رواية أبي ذر.
[4] في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَرُؤِيتُ»، وضبطها في (ب، ص) بتشديد الهمزة المكسورة نقلًا عن اليونينية.
[5] في رواية كريمة وأبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «خُطَّةً».
[6] في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «كانَ».
[7] في رواية أبي ذر والمُستملي: «فَقِيهًا»، قال في الفتح عن رواية المتن إنَّها الأولى.