مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الفاء مع الهمزة

          [الفَاء مع الهمزة](1)
          1746- الفؤادُ: القلبُ، ومنه: «يَرجِفُ فُؤَادُه» [خ¦3]، وقوله: «ألينُ قُلوباً، وأرقُّ أفئِدَة» [خ¦4388] كرَّره لاختلافِ اللَّفظينِ، وقيل: الفؤادُ عبارةٌ عن باطنِ القلبِ، وقيل: الفؤادُ عينُ القلبِ، وقيل: القلبُ أخصُّ من الفُؤادِ، وقيل: الفُؤادُ غِشاءُ القلبِ، والقلبُ جُثَّتُه، ومعنى وصفِ القلبِ بالضَّعفِ واللِّينِ والرِّقةِ يرجِعُ كلُّه إلى سُرعةِ الإجابةِ، وضدُّ القسوةِ التي وصفَ بها غيرهم.
          وقوله: «أَفئِدتُهم مثلُ أفئِدَة الطَّير» يريدُ في الرِّقةِ واللِّين، وفي الحديثِ: «أنتَ رَجلٌ مفؤودٌ»، يقال: فَئِدَ إذا مَرِضَ فؤادُه، وفأدَه أصابَه برميةٍ في فؤادِه.
          1747- قوله: «يحبُّ الفَأل» بتخفيفِ اللَّام، وبالهمزِ والتَّسهيلِ، و«كان يَتَفَاءَّلُ» مشدَّدَ الهمزةِ، قال أهلُ اللُّغةِ: الفألُ: فيما يَحسُنُ ويَسوءُ، والطِّيرةُ فيما يَسوءُ، وجمعُ الفألِ فُؤلٌ(2)، وقال بعضُهم: هو ضدُّ الطِّيرة.
          1748- قوله: «يغزو فِئامٌ من النَّاسِ» [خ¦2897]؛ أي: جماعةٌ، وقيل: الطَّائفةُ، قال ثابتٌ: هو مأخوذٌ من الفِئَام، وهي كالقطعةِ من الشَّيءِ، وقاله بعضُهم بفتحِ الفاءِ، وحكاهُ الخليلُ، وهي روايةُ القابسيِّ، وأدخلَه صاحبُ «العين» في حرفِ الياءِ بغيرِ همزٍ، وغيرُه يهمزُه، وفي المهموزِ ذكرَه الهرويُّ، وكذا قُيِّد عن أبي ذرٍّ، وحكى الخَطَّابيُّ أنَّ بعضَهم رواه: «فَيَّامٌ» بفتحِ الفاءِ وشدِّ الياءِ، وهو غلطٌ.
          1749- قوله: «تَمتَمةٌ أو فَأفَأةٌ» [خ¦60/22-5208] هو الذي تغلبُ على لسانِه الفاءُ وترديدُها، والتَّمتمةُ ثِقَلُ النُّطقِ بالتَّاءِ، وقال ابنُ دريدٍ: الفأفأةُ حُبسَةُ اللِّسانِ، ورجلٌ فأفاءٌ يُمَدُّ ويُقصَر.
          1750- قوله: «بِفُؤُوسِهِم» جمع فأس؛ وهو القُدُّوم إذا كانت برأسين.
          1751- و«الفِئَة» [خ¦447] الفِرقةُ والطَّائفةُ، من قولهم: فأيتُ رأسَه وفأوتُه إذا شققتَه، {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} [النساء:88]؛ أي: فرقتين انقسمتُم في ذلك واختلفتُم.


[1] هذه الزيادة من أصول «المشارق».
[2] في (ن): (فؤول).