مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الغين مع الباء

          [الغين مع الباء](1)
          1674- قوله: «ما غَبَرَ من الدُّنيا» [خ¦2964]؛ أي: ما بقِيَ، ويحتَمل: ما مَضَى، «واخلُفْه في عَقِبِه في الغَابِرينَ»؛ أي: الباقينَ، وقوله: «في العَشْرِ الغَوابِر» [خ¦6219]؛ أي: البَواقِي، و«بارَك اللهُ لكما في غابرِ ليلَتِكما»؛ أي: ماضِيها.
          قوله: «فغَبَرْتُ ما غَبَرْتُ»؛ أي: بَقِيتُ ما بَقِيتُ، و«غُبَّراتٌ من أهلِ الكتابِ» [خ¦7439]؛ أي: بَقايا.
          و«الغُبَيراءُ» «الأُسْكَرْكَةُ» ويقال: «السُّكْرُكَة» وهو خمرُ الذُّرةِ، و«غَبْراءُ النَّاسِ» فقراؤُهم ومن لا يُعرَف عينُه من أخلاطِهم، وقال أبو عليٍّ: هم الصَّعاليكُ، ويقال للفقراءِ: بنو غَبراءٍ، والغَثْراءُ عامَّةُ النَّاسِ وجَهَلتُهم، والغُثْرةُ والغُبْرةُ واحدٌ، ورواه بعضُهم: «في غُبَّرِ النَّاسِ»، وبعضُهم: «في غُمرِ النَّاسِ» والأوَّلُ الصَّوابُ، وإنَّما يقالُ بالميم: «غِمارُ النَّاسِ»؛ أي: كافَّتُهم.
          وقوله: «كما تَراءَون الكَوكبَ...الغَابِـرَ» [خ¦3256] ومعناه: البعيدُ، وقيل: الذَّاهبُ الماضِي، كما قال في الرِّوايةِ الأخرَى: «الغارِبِ» [خ¦6556]، وفي كتابِ ابنِ الحذَّاءِ: «الغَايرِ» وقد تقدَّم في العينِ.
          1675- وقوله: «حتَّى يُغبَطَ أهلُ القبورِ» [خ¦92/22-10552]؛ أي: يُحسَدوا في موتِهم، ويُحمَد ذلك لهم، ويُتمنَّى الموتُ لفسادِ الزَّمانِ، ومنه قوله: «يَغبِطُهُم بذلك»؛ أي: يُحسِّنُ لهم فعلَهم، ويَحُضُّهم على مثلِه، ويقال: غَبَطتُه وأغبِطُه إذا اشتَهيتَ أن يكونَ لك مثلُ ما لَه، ويَدُوم له ما هو فيه، وحَسَدتُه إذا اشتهيتَ ذلك وأن يزولَ عنه ما هو فيه، وذُكِرَ «الغَبِيطُ» [خ¦4929]؛ وهو من مراكبِ النِّساءِ كالهودجِ.
          1676- ذُكِر: «الغَبْنُ» [خ¦2116] في البيوعِ؛ أصلُ الغَبْنِ النَّقصُ.
          1677- وقوله: «وصلَّى الصُّبحَ بغَبَسٍ» بسينٍ مهملةٍ، فرويناه في «الموطَّأ» عن أبي محمَّد بنِ عتَّابٍ بالمهملةِ، وكذا رواهُ ابنُ وضَّاحٍ، وعن غيرِه من شيوخِنا بالمعجمةِ، وكذا يقولُه أكثرُ الرُّواةِ، وضبطَه الأصيليُّ في البُخاريِّ في حديثِ يحيى بنِ موسَى بالمهملةِ(2)، وفسَّرَه مالكٌ «فقال: يعنِي: الغَلَسَ»، وله أيضاً في بعضِ الرِّواياتِ عنه: «غَبَس وغَبَشٌ وغَلَسٌ سواءٌ»، قال الأزهريُّ: هما بمعنىً، وأنكرَ الأخفشُ السِّينَ المهملةَ، قال / أبو عبيد(3) : غَبَسَ اللَّيلُ وأغبَسَ إذا أظلَمَ، وقال الأزهريُّ: هي بقيَّةُ ظلمةِ اللَّيلِ يخالِطُها بياضُ الفجرِ، ومنه قيلَ للأدْلَمِ من الدَّوابِّ: أغبَسٌ، قال: والغَبَشُ قبلَ الغَبَسِ، والغَلَسُ باللَّام بعدَ الغَبَسِ؛ وهي كلُّها في آخرِالليلِ، ويجوزُ الغَبَشُ بالمعجمةِ في أوَّلِ اللَّيلِ.
          في كتابِ مسلمٍ في حديثِ سلمةَ: «ما فارَقَنا منذُ غَبَسَ» كذا للعُذْريِّ، ولغيرِه: «غَلَسَ»، وهو مما تقدَّمَ.
          1678- قوله: «لا أغْبِقُ قبلَهُما أهلاً ولا مالاً» [خ¦2272] الغَبُوقُ شرابُ العَشيِّ، يقال: غَبَقْتُ الضَّيفَ إذا سَقَيتَه الغَبَوقَ، أَغبِقُه ثلاثيٌّ، وضبطَه الأصيليُّ رباعيَّاً بضمِّ الهمزةِ، والصَّوابُ ثلاثيٌّ.
          1679- قوله: «فمن غَبِيَ عليه طريقُ الحديثِ»؛ أي: خَفِي، والغَباوةُ الجَهالةُ والغَفلةُ.


[1] هذه الزيادة من أصول «المشارق».
[2] في نسختنا من البخاري من رواية يحيى بن موسى ░872▒ «بِغَلَس».
[3] في الأصول: (أبو عبيدة)، وقوَّمناه من أصول «المشارق».